مرايا .. لا تنكسر
أشرف العاصمي
سهم على نحر الرضيع ينام
ويد السماء محبة ووئام
يغفو على حضن الحسين مباركا
وتطير من بهو الضياء حمام
لما أتى للماء يطلب ورده
الكون هلل والفضاء غمام
هتان يغدق بالمودة والنقا
وطفاؤه نور هدى وهيام
لله من قوم أتاهم راجلا
يمشي الحسين براحتيه غلام
سر من المولى اصطفاه ليرتقي
آل المحبة ، إنهم لكرام
قال الحسين أتيت أطلب ماءكم
هذا الرضيع أليس منه سلام ؟!
ما أبعد اللحظات يرقبها الونا
إذ جاء سهم غادر مقدام
نحر الرضيع من الوريد فشقه
هل سوف تنجب مثله الأرحام ؟!
حضن الحسين .. أما لحضنك حرمة
تجري دماء الغدر فيه تسام
عجبا لهم ، إذ كيف قلب مؤمن
يغتال طفلا ، هكذا الإقدام ؟!
رفع الحسين دم الرضيع إلى السما
فاستقبلته يحفه الإكرام
لم تجر منه على البسيطة قطرة
ضن الفضاء به فعز مقام
يا أيها القمر المسافر غربة
في عالم أبطاله أقزام
حلق لتصنع في البرية فيلقا
فمداك فجر ساطع .. أنسام
تلك الطفولة في مرايا مجدنا
عزفت رياح النصر ، ليس تضام
انظر بغزة كيف طفل واحد
يخشاه جيش عارم وهمام !
انظر بغزة عزة النصر الذي
قد أثلوه ونحن .. نحن نيام !
بغداد من قلق أصلي خائفا
ما زال وجهك ظله إظلام
ثارت مطامع حاقدين فزمجروا
خلف الرياح لكي يهب قتام
ساروا يظللهم هباء مطلق
أيامهم .. ما عادت الأيام
ماذا ستكتب أيها التاريخ؟ هل
أيضا ترى قد تكذب الأقلام ؟!
ستمل صدقني فسجل هانئا
أن البطولة وحدها الأحلام ..
+++++++
593 total views, 2 views today