مشاكل بين الاخوة اثناء اجازة كورونا (التنمر الأخوي)
الدكتور محمد حسين قطناني
خبير التربية الخاصة / جمعية رعاية الاطفال المعوقين
يعتقد بعض الآباء أن ممارسة الأخ الأكبر تنمراً لفضياً، أو جسدياً، أو الاجتماعي، الالكتروني غيره … على إخوته الأصغر، أو من ذوي الإعاقة واضطراب التوحد، هو أمر عابر وعادي، ولا يستدعي القلق أو الاهتمام. إلا أن هذه الممارسات غير مرغوبة بتاتاً بين الاخوة، ولا بد من مواجهتها من قبل الآباء، وإلا فإنها ستؤدي إلى عواقب وخيمة على شخصية الأخ الضحية المستهدف.
التنمر الذي يحدث داخل بيوتنا، وبين أحضان الأسرة الواحدة، لا يقل خطورة عن باقي أنواع التنمر. بل إن العنف الذي يمارسه بعض الأبناء ضد إخوتهم هو أكثر خطورة في حال لم يضطلع الأبوان بدورهما في رعاية الأبناء، وعندما تكون علاقتهما بالأبناء ضعيفة وهشة.
علينا أن ندرك أن التنمر المنزلي الذي يقع من الأخ على أخيه أو أخته أو إخوته له أضرار كثيرة على الصحة الذهنية والنمو العقلي والنفسي والسلوكي للأخ الضحية.
عليكم ايها الاباء أن تدركوا وتنتبهوا، إن ظل العدوان القائم ما بين الإخوة من أنواع التنمر غير المعترف به عندكم، وغير المصنف لديكم انه ضمن أنواع التنمر الخطيرة، وظل معظمكم يميل إلى تجاهله أو التقليل من خطورته، بل إن بعض الآباء يعتقدون أنه يساعد الإخوة الأصغر سناً على اكتساب مهارات الدفاع عن أنفسهم وبناء شخصياتهم وعلاقاتهم مع الآخرين لاحقاً، وهذا اعتقاد لا أساس له من الصحة.
كما علينا أن نفهم أن تساهُل الآباء مع التنمر الأخوي وتبريره يقابله عادةً رفض تام لتعرض أبنائهم للتنمر من قبل أصدقائهم أو زملائهم أو أصحابهم من أبناء الجيران. وما هو مقبول ما بين الإخوة مرفوض تماماً من قبل أقرانهم.
فكل طفل يلكم أو يركل زميله أو يتحرش به لفظياً أو جسدياً يعد متنمراً يمكن الاشتكاء ضده.
أما في البيت، فإن أي أخ يفعل الشيء نفسه مع أخيه الأصغر، ويمر ذلك مرور الكرام. والمشكلة الأساسية تكمن في تقبل الآباء لتنمر الإخوة فيما بينهم، واعتبار ذلك محطة عابرة، أو أن الأخ المتنمر وأخيه الضحية هم «مجرد أطفال»، سرعان ما يكبرون وينسون! والحال أنهم لا ينسون وهذا كلام خطأ.
صحيح أن تصادم او عراك الأخ مع أخته أو أخيه أو العكس، يبقى أمراً طبيعياً عندما يكون نادر الحدوث، أو يقع استثناءً في المراحل المبكرة جداً من الطفولة حين يكون فيها أحدهما يطور مهارات التواصل مع من حوله، أو في حالة الغيرة منه، لكن الشيء غير الطبيعي هو عدم تدخل الأبوين في الوقت الملائم لترشيد سلوكيات الإخوة وتعليمهم مهارات التفاوض وحل خلافاتهم بطريقة بناءة وخالية من العنف.
المعتدي والضحية
ومن الأمور التي استرعت انتباهي وجود طفل يكون دائماً هو «المعتدي/ متسلط/ بلطجي البيت/ المستقوي» وآخر يبقى دوماً هو «الضحية /المستهدف /الضعيف». ما يجبر على الآباء الانتباه والتمعن في الآثار النفسية والبدنية للأخ أو الأخت الأصغر سناً، خاصة إنْ لاحظا شعور أحد الأبناء بالإذلال أو الانهزام (الضحية) أمام الأخ الأكبر او حتى العكس.
5 نصائح للآباء والأمهات الذين يشعرون بأن القتال بين أطفالهم يتحول إلى تنمر:
1- عدم تجاهل أو التقليل من شأن الاقتتال بين الأشقاء.
2- إظهار أهمية التعاطف بينهم وتشجيعه على الدوام.
3- المراقبة الدائمة والإشراف المتواصل على الأبناء حتى لا تحصل المواجهات في غيابهم أو دون علمهم.
4- مساعدة الإخوة الذين غالباً ما يكونون ضحايا للتنمر، تحديد استراتيجيات للتعامل بين الإخوة.
5- اعتماد العلاقة الأسرية التي لا تتغاضى ولا تسمح بتكرار أفعال عنيفة ومهينة وتسلطية بين الأشقاء.
2,992 total views, 2 views today
Hits: 220