البيئة النفسية للمتعلمين قبل وبعد كورونا
محاسن محمد راضي
أكاديمية من مصر
لم تكن هذه المرة الأولى التي يُتَحدَّثُ فيها عن أهمية مراعاة الجانب النفسي للطفل أثناء العملية التعليمية، فمشاعر الصغار كتربة شديدة الخصوبة، تحتاج إلى معرفة خصائصها لضمان نمو النباتات المزروعة بها بجودة فائقة.
وتعد معرفة حاجات الطفل الأساسية أولى لبنات بناء عضو سوي راق في المجتمع.
فتبدأ المراعاة النفسية للطفل من مدرسته بداية من الاستقبال المميز الذي يحظى به الصغير من مدرسيه، والذي يمنحه شعورا بأنه ذاهب إلى ذلك العالم الذي يجب أن يبقى به طوال وقته لأنه الأنسب والأروق له.
أما عن الحب والنشاط الذي يخترق قلب الصغير أثناء أدائه لتمارين الصباح، تلك التمارين التي لا يجب أن تمر مرور الكرام، فتلك الممارسات الرياضية تشبع روح الصغير بالسعادة والحيوية اللتان يساعدانه على مواصلة رحلته اليومية الممتعة المليئة بالمغامرات
في وجهة نظر عالمه الذي افترضه وأراد أن يحياه في واقعه.
وحين أقول اليومية لأقصد بذلك تلك الروتينية التي تفقد الصغار لذة الدخول إلى عالمهم الحافل بالمغامرات، والتي يبدأ انطلاقها من السابعة صباحا إلى الواحدة ظهرا..
وبعد انتهاء تلك التمارين الدافعة للنشاط وترديد ذلك النشيد المفعم بالحب والانتماء لهذا الوطن الشامخ، الذي تبعث كلماته الطمأنينة في الفؤاد، يتوجه الصغار في حالة من الشوق لبدء تفاصيل جديدة ساحرة داخل غرفة صفهم.
فكلما انتهت جولتهم في مادة انتقلوا إلى الأخرى بذلك الشغف الذي جعلهم لا يرغبون في انتهاء يومهم الدراسي الحافل بالمتعة والتنوع والممارسات الغنية التي أشعلت نفوسهم فرحا، ليعودوا إلى بيوتهم حالمين، ينتظرون مرور الوقت للرجوع إلى ذلك العالم الذي غذى أرواحهم وأكسبهم متعة وحبا لطفولتهم البريئة.
ولكن السؤال الآن هل تؤثر جائحة كورونا على هذه المغامرة التي راعت تلك البراعم الصغيرة، أم سيكون هناك حلا يخترق الحواجز المكانية، ويجعل الصغار يكملون مغامراتهم العلمية بنفس الشغف في منازلهم؟!
نعم، وبكل تأكيد..
فتواصل المربي مع صغاره، وطمأنة قلوبهم والحرص على ثقل مواهبهم واكتشافهم لذاتهم رحلة أخرى قد تكون الأمتع على الإطلاق
في تلك الفترة.
3,496 total views, 2 views today
Hits: 405