الصحافة المطبوعة في حضرة كوفيد19
هذايل الحوقل
الكويت
لطالما آمنت بأن لا شيء يحدث صدفة، أو فجأة، هناك دوما ترابط واتساق بين الاحداث شئنا أم أبينا، ففي مشاركتنا في ندوة أطفالنا واعلام المستقبل والتي عقدت ضمن انشط وفعاليات معرض مسقط للكتاب الدولي بدورته 25، قدمنا ورقة بحثية تحت محور صحف وقنوات موجهه للأطفال، وفيها اتخذنا من مجلة العربي الصغير نموذج لصحافة الطفل وما مرت به من عقبات وقفزات أيضا خلال مسيرتها الإعلامية التي تجاوزت ال 30 عام. وقد بينا حرص القائمين عليها على تثقيف الطفل بوسائل الاعلام الجديد، وعملهم الدؤوب على تواجد المجلة شهريا في وسائل الاعلام الجديد كظهورها في تطبيق الكتروني متوافر بالأجهزة الذكية أو موقع الكتروني ضمن الشبكة العنكبوتية، مع الاستمرار في إصدار النسخة الورقية منها إيمانا بأهمية الحفاظ على إحدى الوسائل الإعلامية التقليدية (المجلة) ودورها التثقيفي والترفيهي في المجتمع وخاصة لدى الفئات التي لازالت تجهل التعامل مع التقنيات الحديثة أو قد تستنزف ميزانيتها البسيطة.
وبعيدا عن سرد المحاولات الجادة لتواجد المجلة الكترونيا والتي شهدت نجاحات وهفوات متفاوتة عبر سنوات، فإن الازمة الصحية العالمية وانتشار فايروس COVID19 والإجراءات الوقائية والاحترازية التي اتبعتها الكثير من الدول والحكومات كالحجر الصحي والتباعد الاجتماعي والعزل المنزل وفرض حظر التجول أحيانا وأمور غيرها اتخذت بهدف الحفاظ على الأرواح البشرية، وعدم تفشي المرض حتى أن العديد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لجأت إلى تعطيل أعمالها وإغلاق أبوابها، فإن كل ذلك استحضر لدينا كفرد أولا أهمية مواكبة التطور التكنولوجي والأخذ به في كل الاحوال، وكمؤسسات ثانيا ضرورة تفعيل كل ما نقدمه من خدمات استهلاكية او إنتاجية ملموسة أو غير ملموسة، إلكترونيا. بل وإن هذه الأهمية مضاعفة والضرورة نعدها قصوى إن كانت الشريحة المستهدفة للخدمة المقدمة هي الطفل والناشئة، خاصة في ظل هذا الزخم الغير منقح والمقدم له عبر التطبيقات والمواقع الالكترونية والقنوات التلفزيونية.
ولأن الصراع قائم بين الصحافة الورقية والإلكترونية، أظن إن علينا اليوم تطويق هذا الصراع وتحويله الى تكامل وتعاون بينهما، فايروس حقير ومتناهي بالصغر شل العمل في مطابع ضخمة وحد من الإصدارات الورقية لدور نشر عالمية، وقلص التداول المطبوع الورقي، ولم يرحم قارئ شغوف أو كاتب مهموم ولا حتى فتى طموح. فايروس كورونا دفع الجميع دون استثناء الى البحث عن شبكات الاتصال اللاسلكية المتاحة لتتبع المستجدات ومتابعة الاحداث، بل وحتى لاستكمال الاعمال ومواصلة التعليم لدى أولئك الذين أيقنوا مبكرا أهمية الشق التقني وعملوا على تفعيله في سواء في الازمات وغيرها. في المقابل فإن ضغط شديد على الانترنت في العالم أو قطع مفاجئ في الكابل البحري الدولي أو خلل في مفاتيح التشفير ومسببات تكنولوجية أخرى لا نفقه بها، قادرة على أن تجتاح العالم في ثوان وتحدث ما أحدثه هذا الفايروس تماما. وعليه سيحدث نقيض الحاصل الآن، ويتجه الناس الى وسائل الاعلام التقليدية والمحلية المسموعة والمرئية والمطبوعة على وجه الخصوص.
هناك مقولة اعتبرها مزعجة للكاتب والروائي الفرنسي جول فيرن مفادها (إن في حضور الاحداث الطبيعية الكبيرة، يقف الإنسان عاجزا) لكون شعور الانسان بالعجز من وجهة نظري نابع من عدم استعداده للقادم، وعدم جهوزية خططه البديلة، في حين حضور وحصول احداث طبيعية كبيرة أمرا محتملا وواردا جدا، سواء كانت على شكل ظواهر أم كوارث طبيعية، فما علينا إلا النظر من منظار آخر للتعامل معها لا يجعلنا نقف عاجزين عن المضي قدما في تقديم خدماتنا ومنتجاتنا أيا كانت للآخر المتلقي والمنتظر لها.
2,815 total views, 2 views today
Hits: 165