هبة مندني
صيدلانية وكاتبة / الكويت


منذ أن غزا فيروس COVID-19 كوكبنا، وانتظارطويل حاصر قارات العالم أجمع، قلق مرير أزعج دولا عظمى وصغرى، إرهاق كبير أتعب الكوادر الطبية، شوق عظيم  للأحباب والأهل غلف قلوب البشر، طموحات سامقة أشغلت عقول العلماء والمخترعين لاكتشاف الدواء الأمل، أمانٍ كثيرة تترقب عودة الحياة إلى طبيعتها من جديد، توجهات عالمية جديدة تشي بضرورة عودة مياه الحياة إلى مجاريها ولو بشكل تدريجي، يتساءل البعض كيف ذلك والفيروس الخبيث لا يزال يتربص بنا وأسباب نقل عدواه لا تزال تحاصرنا. إن التسليم بهذا الواقع أصبح ضرورة ملحة فالتعايش مع جائحة فيروس كورونا وأسباب تفشيها أمرٌ محتوم ولكنه يتطلب منا الوعي والحرص لحماية أنفسنا وأسرنا دون تهاون وخوف وتوتر فكيف يمكننا ذلك؟

 نستطيع تقسيم أساليب التعايش مع مرض الكورونا إلى قسمين، الأول يختص بالتعايش الصحي أو الجسدي، والآخريشتمل على كيفية التعايش النفسي والاجتماعي، ولترسيخ مبدأ التعايش مع هذا الوباء علينا اعتبار الأسرة الجندي الأول على الجبهة، فهي المسؤولة عن حماية نفسها وكل فرد فيها، ويكون ذلك عن طريق الحرص والالتزام بالتدابير الوقائية مثل ارتداء أقنعة الوجه وغسل اليدين وتجنب ملامستهما للأنف أو الفم، استخدام المناديل الورقية في حال العطاس أو السعال، تنظيف الأسطح، التباعد الجسدي وحماية المجموعات الأكثرعرضة للمرض ككبار السن والمرضى المصابين بأمراض مزمنة، ومراجعة الطبيب في أسرع وقت عند الشعور بأي من أعراض المرض، على الأسرة أيضا أن تذكر أطفالها بغسل أيديهم بالماء والصابون بعد الحمام وبعد اللعب خارج المنزل أو قبل تناول الوجبات بالإضافة إلى تجنب لمس عيونهم وأنوفهم وأفواههم.

أما فيما يخص التعايش النفسي، فعلينا أن ندرك أن الحالة النفسية للإنسان تعد من الدعائم الأساسية لمواجهة هذه الأزمة، حيث أكد أطباء نفسيون أن الصحة النفسية السليمة هي أول الطرق لمواجهة فيروس كورونا المستجد، فالخوف والحزن أمران طبيعيان ولكن هناك عدة طرق لمواجهة خوفنا وقلقنا الناجم عن انتشار هذا الفيروس من حولنا، ويكون ذلك عن طريق استثمارأوقات الحظر إيجابيا إما بممراسة الهوايات المنزلية، أوإعادة ترتيب وتنظيف المنزل، قضاء أوقات ممتعة مع أفراد الأسرة والأبناء، التقليل من آثارالتباعد الجسدي وتطوير قدرتنا على التواصل الهاتفي والتكنولوجي ومشاركة الأطفال في هذا التواصل، التركيزعلى أن هذه المحنة مؤقتة وستزول بمشيئة الله مع التمسك بالدعاء وحب الحياة، وفي حال إصابة أحد أفراد الأسرة بالمرض فعلينا التعامل معه بكل إيجابية وإشاعة روح التفاؤل بين كافة أفراد الأسرة دون أي تضخيم للمرض، وطمأنته بأن هذا الأمر سيمر بسلام بمشيئة الله دون التهاون بالالتزام بالإجراءات الصحية والوقائية، وقانا الله وإياكم شرهذا الوباء فقد آن الأوان للتعايش معه ولكن بحذر.

 2,900 total views,  2 views today

Hits: 211