التطبيقات العربيَّة في أدب الطفل
ذكيَّة أم مُفرطة في الاستسلام والاستسهال هي حياتُنا؟ أصحيح أنَّنا تحوَّلنا إلى تطبيقات بشرية تتحكَّم بها البيانات؟ أم أنَّ الإنسان مُخترع التكنولوجيا وتطبيقاتها لا يزال يُمسك بخيوط اللعبة؟
في الآونة الأخيرة، تردَّد كثيرًا مصطلح “أطفال العصر الرقمي”، ولا غَرابة في ذلك؛ فالأجهزة الإلكترونية صارتْ تُحيط بالطفل من كلِّ جانب، بدأنا بألعاب الأتاري، والبلايستيشن، ثمَّ ألعاب الهواتف النقالة، إلى الأجهزة اللوحية؛ وبالتالي لا يمكننا حِرمان الأطفال من استخدامها؛ لاعتمادهم عليها في الأمور التعليمية والترفيهية.
ومؤخرا، تزايد الاهتمام بدراسة كلِّ ما يخص الطفل ونموه، ولا توجد مُبالغة حين أُطلق على هذا الاهتمام بقضايا الطفل -في فترة من الفترات- بما يسمى “حركة دراسة الطفل”، التي أسهمت بشكل كبير في تطوير ألعاب وبرامج الأطفال؛ وبالتالي الاهتمام بالأنشطة الذهنية للأطفال.
حيث أدركَ الجميعُ ضرورة توجيه هذا الاستخدام والتحكُّم به؛ بما يخدم أهدافا تربوية وتعليمية تجعلنا نستفيد من التقنيات الحديثة لتطوير مهارات الأطفال الصغار وتنمية معارفهم؛ فالطفل -خاصة في المراحل المبكرة- يتأثر بكل ما يشاهده في الشاشة، ويتأثر بكل الأفكار التي تستوطن عقله الباطن، حتى تلك السلبية منها.
ولأنَّنا نُؤمن بأهمية إلقاء الضوء على هذا الموضوع، حملنا أسئلتنا، وبحثنا في أرجاء الوطن الكبير عمَّن يُشبع جُوع هذه الأسئلة للمعرفة.
إعداد: بسمة الخاطريَّة
شيماء البشتاوي
توجَّهنا بسؤالنا الأول حول تقييم واقع التطبيقات العربية في أدب الطفل في الوطن العربي.
فكان جواب شيماء البشتاوي مؤسسة شركة “الهدهد” للمحتوى الإبداعي للأطفال من الأردن، كالتالي: نشهد نموًّا ملحوظًا في التطبيقات العربية التي تستهدف الطفل العربي، وقد استطاعتْ هذه التطبيقات أن توفر للأطفال حِزمة من المعارف والمهارات اللازمة للطفل في هذه المرحلة، كما وفَّرت هذه التطبيقات موادَ أدبية مُتنوعة، ومُتعددة، والسؤال المهم الذي نطرحه: كَم من هذه التطبيقات يملك روحًا عربية مبتكرة بدون نسخ من التطبيقات الأجنبية؟ وكَم من هذه التطبيقات يحمل رؤيته الذاتية لهذا الطفل الصغير؟ والسؤال الأهم: كيف وظَّف الناشرون هذه التطبيقات لغرس حب الأطفال لأدبهم ولغتهم الجميلة؟ نحمل هذه الأسئلة، ونأمل أن يجيب ناشرو التطبيقات عنها.
عبد الناصر الزاير
بَيْنَما أجاب عبد الناصر الزاير من مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك في الكويت: إنَّ هذه التطبيقات العربية فيها الكثير من الجهود المبذولة، والمدروسة بعِناية وتحقِّق المعادلة الصعبة، وتجمَع المتعة والفائدة في آن واحد، ووجود هذه التقنية والتعامل معها فنٌّ يحتاج إلى شدِّ الأيدي، والتضافر لدعمها من جميع الجهات، وتسليط الضوء عليها بشكل كبير لتصل إلى أكبر عدد من المستفيدين.
فلاح هاشم
ويُجِيبنا فلاح هاشم الفنان والشاعر والمخرج العراقي -والملقَّب بـ”ملك الدوبلاج”- من لندن: نعيش عصر الثقافة الرقمية التي دخلها الجيل الحالي بقوة، بينما تشارك الأعمار الأخرى كضيوف يحاولون الاستفادة منها بقدر ما تُسعفهم قابلياتهم؛ فلا غِنًى اليوم عن ثورة المعلومات التي حقَّقتها الشبكة العنكبوتية واسعة الانتشار.
وبخُصوص استخدام برامج ذكية للتعليم، فهو استجابة لهذا التطوُّر التقني، ولكن لا بُد من تسجيل شرطٍ أساسيٍّ في هذا؛ إذ يجب أن لا يضطلع بصِياغة هذه البرامج التقنيون وحدهم؛ فهم ليسوا مُؤهَّلين للتعليم والتربية بالضرورة، بل يجب أن يضع المادة ورسالتها التربوية أو التعليمية مُتخصِّصون في مجالها، وإلَّا وقعت أخطاء تأتي بمردودات عكسية.
شاهدتُ تطبيقًا يحاول تعليم الأطفال الأرقام، إنَّه باللغة العربية، ولكن يتمُّ فيه ترتيب الأرقام من اليسار إلى اليمين، هذه مفارقة غريبة.
عمرو أبو حميدان
وحين توجَّهنا بالسؤال حول مُحاولات رَبط التطبيقات الذكية التي تدعم التعلم بالاستمتاع، وما إذا مع أو ضد هذا التوجه؛ كان جواب عمرو أبو حميدان مُؤسِّس تطبيق “عصافير”، في دبي: بالطبع، نحن مع أن يكون التعلّم مُمتعًا؛ فهي أفضل طريقة لإبقاء عقل الطفل في حالة تركيز فيما يتعلَّمه. وهذا من أكبر التحديّات في مجال التعليم. لكننا نجد أنَّ الكثير من صَانعي التطبيقات يُخطِئون عندما يجعلون المتعة في أشياء غير مرتبطة مباشرة بالتعلُّم كجَعل القصص تفاعلية تُخرِج الأصوات، وتتحرك شخصياتها عند اللمس؛ فهذا الاتجاه يأخذ من تركيز الطفل الموجَّه إليه النص. أنْ يكون تعلُّم القراءة مُمتعًا في رأينا هو أن يكون النص نفسه جاذبًا، يعرض شيئًا جديدًا، أو حتى حين عرضه شيئًا مألوفًا أنْ يعرضه من زاوية أخرى جديدة على الطفل؛ ليبقى الطفل مُهتمًّا في القراءة. من الناحية الأخرى، نجد الكثيرَ من التكرار والحَبكات المتوقَّعة في قصص الأطفال؛ مما يُسهم في ابتعاد الطفل العربي عن القراءة؛ فلا أحد يحب أن يسمع نفسَ الشيء مِرارًا وتكرارًا إنْ كان طفلًا أو بالغًا؛ لذا نقوم مثلًا بإيقاف العمل على أيِّ قصة إذا ما ملَّ أحد أعضاء الفريق لدينا من العمل عليها؛ فإذا لم تكن مُثِيرة لاهتمامنا، فكيف ستُثِير اهتمامَ الطفل.
أمينة العشي
وكان رأي أمينة العشي -ماجستير علوم اجتماعية من بيروت- أنَّ مُحَاولات ربط التعليم بالتطبيقات التي تَدعم التعلم بالاستمتاع هي في غاية الأهمية؛ كونها وسيلة مواكبة للعصر، فضلا عن أنها عنصر جاذب بل مُحفِّز للأطفال.
إنَّ التعلُّم عن طريق الاستمتاع يُعتبر من أنجح الطرق المستخدمة في التعليم بعيدًا عن التلقين؛ بحيث يكون الطفل محورَ العمليَّة التعلميَّة؛ فهو يقوم بالحصول على المعلومات بطريقة حسيَّة تفاعلية، هذا فضلا عن تنمية مهارات الربط بين حاستيْ النظر واللمس، أو السَّمع واللمس، وفيها تحسين لعضلات اليد الرهيفة، ولو لدرجات بسيطة.
قد تَنْجَح التطبيقات في دَعم بعض أنماط التعليم؛ مثل: التعلُّم البصري والتعلُّم الحسِّي، لكنها قد لا تكون ذات فائدة كبيرة فيما يتعلق بنمط التعلُّم الكتابي، وكذلك التعلُّم الحركي، وعلى الرغم من التشجيع على استخدام المنصات التطبيقية في التعليم، تبقَى مُمارسة الكتابة باليد على الأوراق ذات أهمية كبيرة، وهذا شيء لا يُمكن للمتعلم أن يُنمِّيه أو يُحسِّنه إلا بالطريقة التقليدية.. وهي الكتابة!
وكَان علينا أنْ نَطرح سؤالًا مُهمًّا؛ وهو: ما إذا كانت هذه التطبيقات هي المستقبل الحتمي لأدب الطفل؟
روان بركات
أجابتْ روان بركات صاحبة مشروع “رنين” للمحتوى الصوتي المسموع في الأردن: لا أعتقد ذلك، هو من الممكن أن يكون، لكن أنا لا أعتقد ذلك، وهذا دَوْر من يَعمل في مجال أدب الطفل، والتربية، وجميع المجالات وهو أنْ نُحافظ على أشكال الكتب المختلفة؛ سواء كتابًا إلكترونيًّا، أو ورقيًّا، أو صوتيًّا، الفكرة ضرورة وجود تنوع الكتب والنقاشات التي تدور حول الكتب؛ لأنه في لحظة ما تحول كل أدب الطفل إلى تطبيقات يفقد أو سيفقد جزءًا معينًا من دوره ببناء وصقل شخصية الطفل؛ لأن الأحاديث التي تدور حول أو بمجال أدب الطفل من الممكن أن نفقدها إذا كانت فقط على التطبيق؛ من الممكن إذا سيطر بشكل أكبر أن نكون واعيين للشكل الذي سيكون عليه، المتناغم إلى حدٍّ كبير مع احتياجات السوق، لكن على أن يبقى الأشخاص العاملون بمجال أدب الطفل تراعي ضرورة وجود أدب لا يكون افتراضيًّا، يكون حقيقيًّا يلامس واقع الطفل.
رافع يحيى
بينما كان رأي الدكتور رافع يحيى المُتخصص في أدب الطفل من فلسطين: الحياة تسير نحو الأمام، والعلم يتطور، لا بديل للثقافة لنتطور، وهذه حقيقة لا ريب فيها. هناك نِقاش دَائم حول الوسائط والأساليب؛ لذا ثقافة القراءة لها وَسَائطها المختلفة ومنها الكتاب طبعا. ومن نافلة القول: أنْ نذكر أنَّ التكنولوجيا باتتْ تطغَى على حياتنا؛ لتشكِّل الكثير من أنماط تفكيرنا وسلوكياتنا. وهذا ينطبقُ على مُجتمع الطفولة الذي يشكل الجزءَ المركَّب وغير المرئي في حياتنا. ومن هنا، أقول إنَّ الأطفال هم من سيُشكلون واقعَ طفولتهم من خلال ميولهم وقراءتهم لأحلامهم. ومهما حاولنا التدخُّل في هذه السيرورة، فإنَّ دورنا سيظل هامشيًّا؛ فصورة الأب والأم والمرشد قد تهمَّشت في ظل التكنولوجيا. هذا مؤسف، لكنها الحقيقة. وبناءً على ما ذكر، أرى بالتكنولوجيا والتطبيقات فضاءات غير محدودة، يَسبح الأطفال فيها. هذا عالمُهم وهذه مرحلة لم يَعُد بإمكاننا التحكم بها. ما تقدِّمه التطبيقات لا يستطيع الكتاب الورقي تقديمه. والمنافسة لن تكون لصالح الكتاب أبدا. وما أردت توضيحه أنَّ المطالعة شرطٌ من شروط بناء الأمة، وإذا أهملناها سنُصاب بألزهايمر، وسنستمرُّ في تحقيق البطولة في فنون الاستهلاك، ولا عَلاقة لنا بالإنتاج. وخلاصة القول: لنتعامل مع التكنولوجيا والتطبيقات كواقع لا مفرَّ منه؛ لذا يجب استغلال هذه التطبيقات لتزويد ثقافة المطالعة والقراءة. لكلِّ عصر أدواته المعرفية، علينا أنْ نُلائِم الوسائط لتوقعات الأطفال حتى نصل لأهدافنا التي نصبو إليها.
طلال الرواحي
ويَرَى طلال الرواحي المشرف التربوي ومدرِّب تطوير الذات في السلطنة، أنَّه علينا أن نُواكب مُستجدات العصر؛ وبالتالي من الممكن أن تكُون هذه التطبيقات هي المُستقبل الحتمي لأدب الطفل.
وفي ضَوْء سُؤالنا حول كيفية مراقبة المحتوى العربي والسلوكي الذي تُقدِّمه التطبيقات الذكية في ظلِّ غِياب ضوابط وقوانين الرقابة الإلكترونية، على خلاف ما يحدث مع الكتاب الورقي.
بدر ورد
كان ردُّ بدر ورد الرئيس التنفيذي لشركة لمسة في السعودية والأردن: لدينا فريقٌ مختصٌّ بالمحتوى العربي، وفريق ذو خبرة في سلوكيات الطفل. وبالنسبة لغياب الرِّقابة الإلكترونية، يأتي هنا دَوْر القائمين على تقديم المحتوى، ومِهنيتهم، ومُراعاتهم لأسس ومبادئ المجتمع، ونحن في “لمسة” حريصون كل الحرص على تقديم محتوى هادف وشامل وبعيد عن كلِّ ما يخالف قيمنا وأهدافنا.
مهند العاقوص
ولدَى سُؤالنا عمَّا يفضله الكاتب في حال خُيِّر بين الكتابة للتطبيقات أو للكتب الورقية، أجاب الكاتب السوري مهند العاقوص – أحد أبرز أدباء الطفل في الوطن العربي: الكتابة بشكل عام هي حالة فرح، وهي تدفُّق بُركاني يتفجَّر وحده بعد حالة تراكم؛ فإذا تكلَّمنا عن لحظة الكتابة فأنا أكتب بغضِّ النظر عن الجهة التي أكتب لها، أكتُب للإنسان لا للجمادات، سواء كانت تطبيقات أو ورقًا أو أقراصًا، أكتبُ تمامًا كما يتفجَّر النبع من مكان ما، غير مُدرك أين سيذهب وما هو اتجاهه، أفكِّر بالطفل فقط، بغض النظر عن الوسيلة التي ستحملُ كلماتي إليه. عندما أخيَّر، وهذا لن يحدث، بَيْن أن أختار الكتابة لدار نشر أو لتطبيقات، فإنني بكلِّ تأكيد سأختار دار النشر الورقية، فأنا أطمَح لأن أرَى مادتي في كتاب ورقي يحمل اسمًا وهُوية، لا فِي تطبيق إلكتروني مُتاح للجميع، الكتاب بحد ذاته قيمة مُحترمة لها وزن، حتى لدى أولئك الذين لا يقرأون.
ويضيف: الكتابُ هو المكان النقي والصحي الذي تَعيش فيه الكلمات فترة أطول، الكلمات أسماك، والكتاب هو بحرُهَا. نحن من جيل تربَّى على أن الكتاب هو البيت الوحيد للكلمات، ثمَّ جاءت النتيجة الحتمية للتطوُّر، وظهرتْ التطبيقات الذكية لتصير ضرورة وجزءًا لا يتجزأ من المنظومة الثقافية الكونية، لكن يبقَى للكتاب وزنه ثقافيًّا وأدبيًّا. كتبتُ وأكتُب للتطبيقات بأشكالها، وأنا حريصٌ أن تَبدأ الرقابة من قلمِي؛ فالكتابة زرعٌ، ولا حكمة لفلاح يغرس غرسةً فيها اعوجاج. والكتاب هو الوسيلة الأكثر انسجامًا مع رُوح الثقافة، مع يَقِيني بأنَّ الطفلَ الآن صَار يفضِّل لغة الصُّورة، والصَّوت والمؤثرات، وهذا يُحمِّلنا مسؤولية مَكْنَنة الورق ليحاكِي الصُّورة. لن نُضيِّع الوقت بالمقارنات، سنعمَل لنغذِّي كل هذه الرَّوافد الثقافية لكي نتطوَّر بأدب الطفل ونسمُو به.
وتابع: هُنَاك العديدُ من التطبيقات العربية التي نقفُ لها احترامًا؛ فقد استطاعتْ أن تُنَافس وتُثبت وجودَها، وتصلُ للطفل على قِلتها.. ومسؤوليتنا تكمُن في تحقيق التوازن لنقدِّم مائدة مُتنوعة الأطباق لطفل جائِع للجمال، ذوَّاق للفن.
صَباح ديبي
وكَان لصَباح ديبي الأكاديمية التربوية والكاتبة في أدب الطفل من فلسطين، رأي؛ حيث أجابت: من خلال تجربتي في الكتابة بين العالم الورقي والعالم الإلكتروني، لاحظتُ بعضَ الفروقات من حيث طُول النص، وطريقة عَرض الفكرة المقدَّمة للأطفال؛ إذ تتميز الأفكار التي تُعرض للمحتوى الإلكتروني بطريقة أكثر تشويقاً. ولكن لا يَخْفَى على الكثير أنَّ الكتابة للتطبيقات الإلكترونية مُهمَّة جدًّا في الوقت الراهن؛ لما نلحظه من اهتمام الأطفال أولًا، والمدارس التعليمية ثانيًا، بالاعتماد على التكنولوجيا في التعليم. ويبُدو أنَّ زمن الأقلام والأوراق قد آن له الأفول، مع أنَّني من المُنَتصِرات للتعليم الورقي، والقراءة من الكتب، إلا أنَّنا في زمن يختلف سريعاً ويتطوَّر.
وتضيف: أعود لطريقة الكتابة؛ هي لا تختلف كثيراً، ولكن الإنتاج الالكتروني أسرع، ولا يحتاج وقتاً ليتمُّ إصداره، بينما قد ننتظرُ صدور قِصَّة ورقية لعدد من الشهور أو السنين.
لينا كيلاني
بينما أجابتْ الأديبة السورية لينا كيلاني المتخصصة في الكتابة للأطفال واليافعين: إنَّ كلَّ ما يكتب للأطفال؛ سواءً ورقيًّا أو إلكترونيًّا يجب أن يحمل شروطه، أي أنْ يكون ضِمن ضَوَابط أدب الأطفال، ولا يخرج عنها لأنَّ الهدفَ النهائيَّ هو واحد؛ سواء لهذا أو ذاك. وأدبُ الأطفال الجيد مرهونٌ بالفكرة، والأسلوب، ومُرَاعاة المرحلة العمرية التي يتوجَّه من خِلالها الكاتب إلى قرَّائه الصِّغار، وإطلاق الخيال. وكما أن للكتاب الجيد شُرُوطَه أيضاً من حيث المحتوى الأدبي، والشكل الخارجي من إخراج، ورسوم، وألوان؛ فكذلك هي الحال مع النشر الإلكتروني؛ فالصفحة المخصَّصة لقِصص الأطفال يجب أنْ تَكُون جذابة بما يكفي لاستقطاب أكبر عددٍ من القرَّاء الصغار، ولعلَّ هذه الوسيلة الحضارية الحديثة، بما فيها من مزايا تفاعلية تكون مُشجِّعة للأطفال على قراءة قِصَص يُحبُّونها، ويتمثلون ما تتحدَّث عنه من قيم، ويحفظون ما يرد بها من معلومات تُضَاف إلى مخزون معارفهم.
وتضيف: كاتبُ أدب الأطفال يُدرك جيداً أنَّ عليه ألا يستسهل مُهمَّته في كل ما يكتبه، آخذاً بعَين الاعتبار المضمون الذي هو من عالم الصغار، والأسلوب الذي يتوافق وعقلية الطفل؛ من حيث المفردات التي لا تخرج عن قاموسه اللغوي، والعبارة البسيطة التي يسهل فهمها. أما الرمز، فهو مرهون تصاعديًّا بالمرحلة العمرية التي يتوجه إليها الكاتب.
واختتمت قائلة: من وجهة نظري أنَّ كلَّ من يكتب للطفل، يجب أن يكون مدروسا، ودقيقاً، وأكيداً في تحقيق غايته التي رَصَد من أجلها “أدب الأطفال”.
ولدَى سُؤالنا حول ما إذا كانت التطبيقات التي تَستخدم أدب الطفل، لها قدرةٌ على تعديلِ السُّلوك عند الأطفال؟ وهل هي أكثر نجاحًا من كتاب الطفل في تحقيق هذه المهمة؟
السيدة بسمة آل سعيد
أجابت السيدة بسمة آل سعيد إخصائية في الصحة النفسية: هذا يعتمدُ على طبيعة التطبيق، وقالت إنَّه من الضروري جدًّا مُراقبة الأهل، واختيار التطبيقات المُناسبة، ذات الهدف التعليمي الترفيهي والتربوي.
وتبقَى الجدليَّة قائمةً حول التطبيقات الذكية والكتاب الورقي، ويبقى الإنتاجُ مُستمرا في الاتجاهيْن، ولكن الحقيقة التي لا خِلَاف عليها هو أنَّ الاستثمار في مُستقبل الطفل هو الاستثمار الحقيقي.
3,964 total views, 2 views today
Hits: 317