بسمة الخاطري نجمة متألقة في سماء القصص التعليمية للأطفال
محمد شمشاد عالم القاسمي[1]
توطئة:
تُعتبر قصص الأطفال أهم أشكال أدب الأطفال الذي يشكل لونًا خاصًّا من ألوان الأدب، ويُعنى بعالم الصغار وإعدادهم عدة للمستقبل، وقصص الأطفال تتزود بطاقات حافلة بالحركة والحيوية، وتمتلك عالمًا مليئًا بالأحلام والمتعة والأخيلة والتصورات، كما هي عالم واسع الآفاق للفضول، والولع بالاستكشاف والمغامرات، وترجع جذور قصص الأطفال إلى عصور عريقة وأزمان قديمة؛ بل إلى فجر التاريخ؛ لأن الآباء والأمهات كانوا يقصون على صبيانهم وأطفالهم قصصًا شعبية لتربيتهم تربية صالحة، وغرس القيم العليا في نفوسهم البريئة، كما كانوا يدغدغونهم بها لإمتاعهم وتنويمهم.
وقد عرفت سلطنة عمان ظهور قصص الأطفال بمفهومها الحديث في أواخر القرن العشرين، فبرز عديد من الكُتاب والكاتبات في هذا الحقل الأدبي، منهم الكاتبة فاطمة أنور اللواتي، والكاتبة أمامة مصطفى اللواتي، والكاتبة أزهار أحمد الحارثي، والكاتب عبد الله العيسري والكاتبة بسمة الخاطري التي تُعد من أبرز كاتبات قصص الأطفال والمواد الدراسية والتربوية للأطفال في سلطنة عمان.
نظرة على حياة بسمة الخاطري
بسمة الخاطري هي باحثة وقاصة ومؤلفة وكاتبة صحفية، فتحت عينيها في محافظة الظاهرة، سلطنة عمان، في عائلة علمية متدينة، وفي بيت كريم الأصل، ونشأت في بيت عريق في العلم والثقافة والتقوى، وقد بدأت رحلة دراستها في بيتها فتعلمت القراءة والكتابة، وكانت تتمتع بالولع بالعلم والتعلم والاستيعاب والفهم والذكاء، ثم استكملت باقي مراحل دراستها وتعلمها في شتى المدارس، والتي شملت علوم العربية بجوانبها المختلفة، والعلوم الحديثة، والتزم والدها بتربيتها ورعايتها، حيث تلقت من العلوم الدينية والشؤون الاجتماعية والثقافية الشيء الكثير، وهي تحمل بين جنبيها حرصًا كثيرًا على تثقيف نفسها ثقافة حديثة إلى جانب ثقافة إسلامية وعربية رفيعة في جميع مراحل حياتها، إلى أن حصلت على شهادة بكالوريوس في التربية بتقدير التفوق والامتياز ، ثم واصلت دراستها حتى التحقت بالجامعة العربية المفتوحة، مسقط، لتنال شهادة ماجستير في تكنولوجيا التعليم، مما مكّنها من توسيع أفق ثقافتها توسعًا شاملًا متعدد الأبعاد، وكتاباتها في مجالات متعدد الألوان والأشكال الأدبية تعكس لنا جوانب من تلك الأبعاد.
وقد بدأت بسمة الخاطري حياتها العملية كمعلمة، ويُعتبر التدريس من أهم هواياتها، فقد لعبت أدوارًا رئيسة على الصعيد الثقافي والتربوي، فخدمة التدريس هي من مجهوداتها الثقافية المهمة، ولها منهج فريد وواسع في المجال التثقيفي للأطفال، وتهدف منها إلى تثقيف الجيل الجديد المتصاعد إضافة إلى إعدادهم لتولي نفس المسؤولية في الأيام المقبلة للقيام بنفس الدور، كما تهدف منها إلى خلق طاقات علمية في سلطنة عمان، قادرة على إيجاد حوزات علمية تتحمل مسؤولية دور كبير في نشر الثقافة الإسلامية والعربية والحديثة بأساليب تنسجم مع متطلبات العصر ومقتضياته. كما تحتل الكاتبة بسمة مكانة عضوية في شتى المشاريع، فهي عضو في مشروع وقاية الشباب من الأمراض المنقولة جنسيًا والإيدز، التابع للاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية، الأردن، وعضو في مشروع الكتاب الملموس، التابع لجمعية مزايا للمكفوفين، مصر، كما هي عضو في مشروع تنمية وترشيد العقليات البشرية، المغرب.
بداية كتابتها:
وقد سجلت الكاتبة بسمة الخاطري حضورها في مجال الكتابة للأطفال منذ أواسط العقد الأول من القرن الراهن، واقتحمت هذه الساحة اقتحامًا بارزًا قويًا فرض نفسه على الدارسين والباحثين والنقاد بأن لا يغضوا أنظارهم عنه، فبدأت الكتابة منذ أن كانت على مقاعد الدراسة، حيث كانت تكتب بعض المقالات في الصحف والمجلات، ثم تخصصت للكتابة للطفل بعد أن صار تعاملها مع الطفل بشكل مباشر بحكم عملها كمعلمة، فبدأت بوادر كتاباتها الموجهة للأطفال عام 2007م حينما أصدرت وزارة التربية والتعليم، سلطنة عمان باكورةَ نتاجها وأولَ تجربة لها حين قدمت لها أول سلسلة قصصية لها تتألف من 6 أجزاء بعنوان: “سلسلة رحلة أحمد في أسبوع”، حيث شاركت بها في مسابقة القصص الداعمة للمنهاج، وفازت بمركز متقدم، ثم طُبعت ووُزعت على مدارس السلطنة، فقد كان محتوى السلسلة يخدم وحدة الضوء والألوان في منهاج العلوم للصف الثاني الأساسي، وبعد هذه التجربة بدأت تفكر بالنشر في دور نشر عربية.
وفي السنوات الأخيرة قد ركّزت الكاتبة بسمة جل عناياتها وكثّفت كتاباتها في مجال أدب الأطفال، وخاصة بلونه الممتع المتمثل بقصص الأطفال، فصدرت لها سلاسل ومجموعات قصصية عديدة موجهة للأطفال، تلقت قبولًا واسعًا، ولاقت شهرة متميزة ورواجًا ملموسًا في الأوساط العلمية والدوائر الطلابية بسلطنة عمان وخارجها، وقد تُرجمت بعض إنتاجاتها القصصية إلى عدة لغات مما لفت أنظار المتلقين وجذب انتباهاتهم إليها[2].
بسمة الخاطري كاتبةً في المجلات
وقد بدأت حياتها الصحفية حينما ترأست تحرير ثلاث مجلات للأطفال هي: “حكايات” و”أيوب” و”بيئتي”، فكانت تجربتها الأولى في تولي أمانة تحرير مجلتَي “أيوب” و”حكايات” الصادرتين عن “مركز العيسري”، فقد كانت تجربة ثرية جدًا بالنسبة لها، رغم أنها كانت محفوفة بالتحديات والصعوبات، ثم جاء اختيارها لأن تكون مديرة تحرير مجلة “بيئتي” الصادرة عن دولة الكويت، وهي مجلة تُعنى بكل ما له علاقة بالبيئة، وكانت هذه التجربة أسهل بالنسبة لها؛ لأنها صارت تعرف الطريق جيدًا، وما يتطلبه العمل في المجلات، فهي الآن معلمة، ومؤلفة بارزة لكتب الأطفال، وأمينة تحرير مجلة “أيوب” ومجلة “حكايات”، ومديرة تحرير مجلة “بيئتي”.
أسلوبها
وتتميز كتاباتها وخاصة إنتاجاتها القصصية للأطفال بالأسلوب التربوي المشوق الذي تحاول الكاتبة من خلاله توصيل المعلومات والسلوكيات للطفل القارىء، بحكم كونها معلمة مما أثرعلى أسلوبها وتوجهها للتخصص في كتابة القصة التعليمية للطفل، ولها طريقة خاصة في الكتابة للأطفال، ومن أول تجربة لها في استخدام القصة العلمية، اكتشفت طريقتها الخاصة، فأنتجت كتبًا كثيرة لتنمية مواهب الأطفال وتقويتها في شتى الأساليب من التربية والتعليم بفصيح العبارة، وكثير المغزى، وعربية الوضع، وإسلامية الروح، وعصرية القالب، بأسلوب سهل يحاكي أسلوب الأطفال وطبائعهم من تكرار الكلمات والجمل، والمقطوعات الصغيرة، وسهولة الألفاظ وبساطة القصة، مزوّدةً لها بصور الطبيعة وأشكال جذابة ورسوم جميلة خلابة، تجذب الأطفال انتباهاتهم إليها، وتشوقهم إلى قراءتها، وتنمّي لديهم الولع والنهم بالقراءة والتعلم، وطاقةَ التفكير، وقوةَ الإبداع، ونزعةَ تبنّي السلوكيات السوية والسليمة.
وتعتقد الكاتبة بسمة الخاطري أن لا يمكننا أن نمد الطفل بالمعلومات بشكل تقليدي في ظل ما نعيشه من ثورة تكنولوجية متسارعة، ونريد منه أن يصبح طفلًا عبقريًا، ونحن نحتاجه أن يكتسب المعلومات وهو راغب فيها، متشوق لها، يطلبها، ويسعى إليها بنفسه، وهذا يجعل التعليم مثل أي لعبة تدخل البهجة إلى قلب الطفل، ولا تمثل أي ضغط عليه.
آثارها وإنتاجاتها:
وتُعتبر بسمة الخاطري من أهم الكاتبات العمانيات وأبرزها في مجال الكتابة والتأليف واستخدام الأسلوب القصصي الرشيق والممتع والمشوق في إيصال الأفكار والتوجيهات للأطفال والنشء الجديد، وفي الٍواقع تتنوع مجالات كتاباتها وإنتاجاتها بما فيها البحوث والدراسات، والمقالات الصحفية، والكتب التربوية، وقصص الأطفال، منها: سلسلة قصصية بعنوان: “رحلة أحمد في أسبوع”، وسلسلة قصصية “عجائب الحواس”، وسلسلة “لبيب وليبية والأسرة السعيدة”، و”سلسلة من حقي”، وقصة “احفظ الله يحفظك”، وسلسلة فقه وآداب الأطفال”، و”سلسلة الله في قلبي” عام 2013م، وقصة “أنا آلة حاسبة” عام 2013م، وقصة “جود النشيط”، وقصة “أنا التفاحة”، وقصة “ماما تغني لي” عام 2014م، وقصة “لغز الأشكال” عام 2014م، وقصة “إلى مزرعة جدي” عام 2015م، وقصة “صاحب النقود الضائعة” عام 2017م، وما إلى ذلك من الكتب التربوية والمنهجية والقصص التعليمية والتربوية الممتعة.
وفيما يلي سيلقي الباحث نظرة عابرة على أهم إبداعاتها وإنتاجاتها المتمثلة بالقصص التعليمية للأطفال:
قصصها التعليمية للأطفال:
- “رحلة أحمد في أسبوع”: هي سلسلة من القصص المنهجية، صادرة عن “وزارة التربية والتعليم”، سلطنة عمان، وتحتوي على 6 أجزاء، وهي قصص علمية تقدّم للأطفال مادة العلوم بطريقة القصة بأسلوب سهل ومشوق، وهي مفيدة في تدريس وحدة الضوء والألوان في مادة العلوم للصف الثاني الأساسي، وقد حصلت هذه السلسلة على المركز الثاني على مستوى سلطنة عمان في مسابقة القصص المنهجية.
- “عجائب الحواس”: هي سلسلة قصصية للأطفال متكونة من 5 أجزاء، وصادرة عن “وزارة التربية والتعليم”، سلطنة عمان، وتقدم للأطفال معلومات حول الحواس الخمس بأسلوب القصة، بلغة سهلة ومشوقة، وهذه القصص مفيدة في تدريس وحدة الحواس في مادة العلوم للصف الأول الأساسي، وهي حاصلة على المركز الثامن على مستوى السلطنة في مسابقة القصص المنهجية.
- “سلسلة لبيب ولبيبة والأسرة السعيدة”: هي صادرة عن “جمعية العفاف الخيرية”، الأردن، وهي سلسلة قصص تثقيفية تتكون من 4 أجزاء، وتأتي هذه السلسلة ضمن مجموعة قصصية موجهة للأطفال لزرع وتوضيح بعض مفاهيم الثقافة الجنسية بصورة مبسطة تتناسب مع أعمارهم، وقد تمت طباعتها وتوزيعها مجانًا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن مشروع وقاية الشباب من الأمراض المنقولة جنسيًا والإيدز، التابع للاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية، وقد تُرجمت إلى عدة لغات.
- “سلسلة مِن حقي”: هي تتألف من 8 أجزاء، وصادرة عن “جمعية العفاف الخيرية”، الأردن، وهي مجموعة من القصص التي توضح حقوق الطفل مثل: الأمن والأسرة، والتعليم، إلخـ.. وقد تم طباعتها وتوزيعها مجانًا ضمن مشروع وقاية الشباب من الأمراض المنقولة جنسيًا والإيدز، التابع للاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية.
- “احفظ الله يحفظك”: قد صدرت هذه القصة أيضًا عن “جمعية العفاف الخيرية”، الأردن، وهي موجهة للأطفال، وتقدم لهم وسائل وطرق الحفاظ على أنفسهم من الغرباء، وهي مهمة للآباء أيضًا، وقد تم طباعتها وتوزيعها مجانًا ضمن مشروع وقاية الشباب من الأمراض المنقولة جنسيًا والإيدز، التابع للاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية.
- “سلسلة فقه وآداب الأطفال”: قد صدرت عن “دار الحسام”، مصر، وهي تشكل عملًا يتكون من 10 أجزاء، وتتحدث عن فقه الطفل منذ أن يكون جنينًا، ثم طفلًا، إلى أن يكبر، بأسلوب القصة المشوق للطفل، وهي مفيدة للوالدين أيضًا، وهذا الموضوع جديد وغير مطروق من قبل.
- “سلسلة تعالوا نحيا”: هي صادرة عن “دار الحسام”، مصر، عام 2013م، وتحتوي على 6 أجزاء، وتتناول شخصيات من الواقع تعرضوا لحادث ورغم ذلك لم يعيقهم ذلك عن استمرار الحياة؛ بل أصبحوا فاعلين، كل ذلك بأسلوب قصصي بسيط ومشوق.
- “سلسلة الله في قلبي”: قد تمّ صدورها عن “دار الحسام”، مصر، عام 2013م، وهي سلسلة أسماء الله الحسنى، وهو كتاب مميز يقدم مجموعة من أسماء الله الحسنى ومعناها ورسمه معبرة عن المعنى، ونشاط تلوين.
- “أنا آلة حاسبة”: هي قصة للأطفال الصغار، تعلمهم عملية الجمع بأسلوب شيق يتشارك فيه جميع أفراد الأسرة، وقد صدرت أيضًا عن “دار الحسام”، مصر، عام 2013م.
- “جود النشيط”: هي قصة رغم بساطتها تعلم الكثير من القيم للطفل مثل: حب المدرسة، وأهمية الصديق والتشارك معه في اللعب، وأداء الأنشطة وغيرها، وتمّ نشرها من “دار آمنة”، الأردن.
- “أنا التفاحة”: هي قصة علمية تشرح للطفل مراحل نمو التفاحة، بأسلوب بسيط ومحبَّب للطفل، وصدرت عن “دار البحيرة”، فلسطين.
- “مدورة ملونة”: هي قصة طريفة تعرض مضار الحلويات الملونة ولكن بطريقة ذكية ومحببة للطفل، وتمّ نشرها من “دار البحيرة”، فلسطين.
- “ماما تغني لي”: هي قصة عن طفل مصاب بالتوحد، ما هي مشاعره، وكيف يمكن التعامل معه في مواقف كثيرة مثل: الاستحمام، وتناول الطعام، والذهاب للطبيب، وفي القصة نجد الجواب بأسلوب بسيط يفهمه الطفل، وأصدرتها الكاتبة عن “دار النحلة”، دبي، عام 2014م.
- “لغز الأشكال”: هي قصة تعلم الطفل الأشكال الهندسية، بطريقة بسيطة محببة، وأين يمكن أن يجدها في بيئته، وقد صدرت عن “دار النحلة”، دبي، عام 2014م.
- “رحلة صيد”: هي قصة منهجية يتعلم الطفل من خلالها كيف تتم عملية القسمة، بأسلوب قصصي مشوق، وبأمثلة من واقع بيئة الطفل، وصدرت عن “دار أصالة”، لبنان، عام 2014م.
- “إلى مزرعة جدي”: هي قصة منهجية يتعلم الطفل من خلالها عملية الضرب بأسلوب قصصي مشوق، وبأمثلة من واقع بيئة الطفل، وصدرت عن “دار أصالة”، لبنان، عام 2015م.
- “أغلى هدية”: هي قصة منهجية تعلم الطفل أهمية الزمن، ومكونات الساعة، وكيفية قراءة الوقت، وأنواع الساعات، بأسلوب قصصي مشوق، وصدرت عن “دار أصالة”، لبنان، عام 2015م.
- “مهرجان السلام”: هي قصة تعلم الأطفال الحب والسلام من خلال مهرجان تقوم به المدرسة للطائرات الورقية الملونة، وصدرت عن “دار سيبار”، لبنان، عام 2015م.
- “البالون التنين”: هي قصة طريفة تحكي عن أطفال يحتفلون بصديق جديد قادم للدراسة في صفهم، وأعدوا له الكثير من البالونات الملونة، قرروا جمعها معًا، حتى أصبحت تشبه التنين، وصدرت عن “دار سيبار”، لبنان، عام 2015م.
- “صاحب النقود الضائعة”: هي قصة تحبب القراءة والكتاب إلى الطفل بأسلوب غير مباشر، وغير تقليدي، وتمر فيها بطلة القصة مغامرة جميلة ومشوقة، وقد صدرت هذه القصة عن “دار سما”، العين، الإمارات، عام 2017م.
- “عالم الأدوات العجيب”: هي سلسلة تحتوي على 30 قصة، وتعلم الطفل كيف تعمل الأدوات مثل: التلفزيون، والمكواة، والسلم الأوتوماتيكي، والكاميرا.. إلخـ، كل ذلك من خلال مغامرات تقوم بها شخصية القصة، وصدرت عن “دار ناشري”، الكويت.
- “سلسلة أقرأ وأتعلم”: هي سلسلة علمية تتضمن أجزاء عديدة صدر منها للآن 7 أجزاء، وتحتوي على عناوين متنوعة مثل: نحن نتنفس الأكسجين، وخفيف وثقيل، وحالات الأشياء، وهي قصص علمية منهجية يمكن للطفل التعلم من خلالها بأسلوب مبسط ومشوق، وقد صدرت عن “دار أكاديميا”، لبنان.
- “رحلة المتفوقين”: هي قصة للأطفال طُبعت بلغة برايل بالتعاون مع “جمعية مزايا للمكفوفين” في مصر، وهي قصة لأطفال يذهبون في رحلة مع أستاذهم ويتعلمون الكثير من الأشياء.
خاتمة:
وبعد إلقاء نظرة غير سريعة على إسهامات بسمة الخاطري وإنتاجاتها ونشاطاتها في مجال أدب الأطفال وتربيتهم، وصل الباحث إلى أن الكاتبة تحتل مكانة مرموقة بين أدباء الأطفال في سلطنة عمان، ومجال كتاباتها الموجهة للأطفال وأدبِهم متنوع ومتعدد، فتكتب أحيانًا مقالات وبحوثًا ودراسات تهتمّ بقضايا الأطفال التربوية، بينما تؤلف أحيانًا كتبًا تربوية لهم، كما تنتج قصصًا ممتعة شيقة لهم، ولكن ركّزت جلّ عنايتها على القصص التعليمية للأطفال، وتبلي معظم حياتها في خدمة النشء الجديد وتربيتهم وأدبهم، وتنطلق فيما تكتبه من منطلقات إسلامية عربية ووطنية واضحة؛ حيث تقدم إنتاجات أدبية وتربوية للأطفال، تستحق الوقوف عندها مما يجعل الباحث يتوصًل إلى أن الكاتبة بسمة هي نجمة متألّقة في سماء القصص التعليمية والتربوية والتثقيفية للأطفال.
كما يلاحظ الباحث أن الكاتبة بسمة الخاطري قد حرصت أكثر الحرص على التنوع والشمول في موضوعات كتاباتها القصصية وغيرها بما يضمن بقاءها ويكفل المحافظة على الثوابت ويتماشى مع روح العصر، وكذلك يرى الباحث أن الكاتبة قد أدركت تمام الإدراك أن التعامل مع الجيل الذي يعيش في العصر الرقمي الجديد قد أصبح مهمة غير سهلة، فتعمل بالدأب المستمر على تنمية إمكاناتها وتطويعها لخدمة أهداف القصص التربوية والتعليمية والثقافية والنفسية والاجتماعية والبيئية لتمكين الأطفال من مواجهة المستجدات العصرية، ولحمايتهم من الذوبان في الثقافة الغربية الجديدة، ومن الإقبال عليها كالمقلد الأعمى، كما تحرص المبدعة على إطلاع الأطفال على قسط وافر من المنجزات العصرية في عصر الانفجار المعرفي والتكنولوجي.
كما أثبتت الدراسة أن إنتاجاتها الموجهة للأطفال تتزود بالمقومات الفنية للقصة المتمثلة في الحدث والزمان والمكان والحبكة والفكرة والخيال، والتنويع والتلوين في الشخصيات بين بشرية وأخرى غير بشرية، بالإضافة إلى تواجد اللغة حسب مستويات حصيلة الطفل اللغوية، مع صور معبرة بديعة، وحسن استعمال لعنصر التشكيل البصري داخل البناء القصصي.
[1] باحث الدكتوراة، (التخصص: أدب الأطفال)، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جامعة جواهر لال نهرو، دهلي الجديدة، الهند.
[2] الاعتماد في ذلك على ما زودت الكاتبة الباحث به من المعلومات.
5,702 total views, 2 views today
Hits: 646