صباحَ يومٍ جميلٍ

كاتب من الجزائر
من كتاب (رَوضَةُ الحِكَايَاتِ) الفائز بجائزة جائزة ماري ـ لويز الهوا لأدب الأطفال الأخلاقيّ، من جوائز نادي نعمان الأدبية

ذاتَ صَبَاحٍ جَميلٍ تَطَلَّعَتِ البِنْتُ الأمُّورَةُ نُورةُ مِنَ النَّافِذَةِ؛ وَ إذْ بِها تَرَى بِسَاطًا أبْيَضًا مِنَ الثَلْجِ وَقِبَبًا مِنْهُ تُزَيِّنُ أغْصانَ الأشْجارِ، فَفِرَحَتْ جِدًّا لِهذا المنْظَرِ الخلَّابِ وَ شَكَرتِ اللهَ عَلَى هَذِهِ النِعْمَةِ وَ الرَّحْمةِ ،مسبِّحَةً إيَّاهُ عَلَى هَذِهِ القُدْرةِ وَ العَظَمَةِ، وَ بَدَأَتْ تَتَنَغَّمُ وَتَبْتَهِلُ لِوَحْدِها، وَ إذْ بِعُصْفورةٍ جَميلةٍ تَحُطُّ على غُصْنٍ مِنْ شجرةِ الزيتونِ قريبًا من نافذةِ البيتِ ممَّا زادَها فَرَحًا وانْشِرَاحًا.
سَكَتَتْ نورةُ محدِّقَةً وَ مُبْتَسِمَةً هُنَيْهةً، تسمعُ تغريدَ هذهِ المخلوقِةِ الصغيرِةِ وَ لكنّها توقّفَتْ فجأةً عن اخراجِ ذلكَ الصوتِ العذْبِ بِمجرَّدِ توقُّفِ نورةُ، وَ كَأنَّهَا جاءتْ عازفًةً لِأنغامِها ،و في نفسِ الوقتِ كِلْتاهُمَا معجبةٌ بالأُخْرَى.
شَعرت البنتُ نورةُ بذلكَ و كأنَّ صوتًا من العصفورةِ يقولُ: أكملي يا نورةُ أكْمِلِي رجاءً، وبِدونِ إطالةٍ بدأتِ الأمُّورةُ تعبّرُ عنْ إحساسِها شعرًا وألحانًا، وفي هذهِ الآونةِ حضَر قِطُّها الأليفُ يسمعُ وَ يرَى ، فتشكلَّ انسجامٌ طيّبٌ وحوارٌ عذبٌ بهذه الأنشودةِ:
قالتْ نورهْ..
للعصفوره:
ما أحْــــــــــــلى هذا التغريدْ
ثلجٌ يلــــــمعُ
صوتٌ ينبعُ
يُلقي في إحْسَاسِي العيدْ
وَ أتَى الِهرُّ
(خَوْفًا شَعَرتْ مِنْهُ تَفِرُّ)
– لا تفْزَعِي يَا أجْمَلَ حِسٍّ
هذا بسٌّ يفــــــــــــهمُ نفْــــــــسي
– فلِمَ ينظرُ مثلُ الصورهْ..؟!
ثبّت عيْنيهِ يا نُـــــــــورهْ
وَ هُنا التفتَتْ نورةُ، ضحكتْ
مِنْ نظرتهِ إذْ قـــــــــــــدْ فـــــهِمتْ
قَالتْ: يسألُ كيفَ حوارٌ
ينفذُ مِنْ نافذةٍ؟ محتــــــــــــارُ
ضَحِكَتْ…ضَحِكَتْ
ثُمَّ فتحتْ
–نطقَ القطُّ: هَلَّا تدْخُلْ
حتَّى تدْفأَ، كَمْ تَسْتَحْمِلْ؟
–قالتْ: أبدًا…لا لنْ أجْهلْ
فهنا أحسنُ.. فهنا أجمــــــــــــلْ
–قالتْ نوره.. يا عصفورهْ
لا لا لا لا تخشَيْ جُورهْ
فلهُ قلبٌ مِلــــــــــــــــــــــــــؤهُ رِفْقَا
فَثِقِي مِنِّي وَ خُذِي صِدْقَا
بلْ أترُكُها للأيَّــــــــــــــــــــــــــامْ
كَيْ تَبْتَسِمِي بِالأنْغامْ
لِصَدَاقَتِنا بِالتحْديدِ
هَيَّا أكْمِلِي لِلتَّغْريدِ
رابطة ثقافة الطفل العربي
– د. مصطفى عبدالفتاح رئيسا – سوريا
– الناقدة صفاء البيلي – مصر
– المدربة والكاتبة أمينة الرويمي – الجزائر
– الكاتبة والمترجمة أسماء عمارة – مصر
– التربوية الباحثة فاطمة الزعابي – سلطنة عمان
2,460 total views, 5 views today
Hits: 129