دروس من جائحة كوفيد – ١٩
هدى بنت أنور بن خميس
طبيبة استشارية في طب الأسرة والعائلة
كلنا نتذكر كيف تغيّر العالم خلال جائحة كورونا، وتبدلت العادات والممارسات اليومية بسبب ذلك إما بقوة القانون وإما بسبب رغبة الجميع في البقاء معافى. هذه الرغبة ترسخت بفضل التوعية الصحية اثناء الجائحة حتى تغيرت السلوكيات واصبحت جزء لا يتجزأ من العادات المتبعة بشكل يومي بين العامة في ذلك الحين.
والجميل في ذلك ان الأطفال اكتسبوا ذلك بتوجيهات من الكبار وتداولها بعض الصغار أيضا فيما بينهم. واتذكر موقفا صادفني لطفلين: طفل استقرت ذبابة على احدى يديه فحرك يده الثانية ليعاجل الذبابة بلطمة حاسمة ويقتلها تماما، فيطلب منه الطفل الاخر( صديقه المصاحب له) أن يغسل يده فورا (لازم 30 ثانية تغسل اول بالصابون).
ومع قسوة الجائحة وفترة العزل المنزلي التي رافقتها، فقد ظهرت عادات جيدة اكتسبناها خلال فترة الوباء، تمثلت أبرزها في:
+ غسل البضائع والسلع المجلوبة من السوبر ماركت أو تعقيمها قبل وضعها على رفوف المطبخ او في الثلاجة.
+ وجود المعقم في شنطة اليد باستمرار.
+ لبس الكمامة في أماكن الزحمة او المغلقة، والتباعد البدني.
+ الحرص على أن تكون الجلسات العائلية في الفضاء المفتوح بحديقة أو حوش المنزل الخارجي كمتنفس وفسحة مناسبة للعائلة. وقد لوحظ بأن هناك اهتمام بتنظيم الساحة او ما تسمى حديقة المنزل بوضع مكان مرتب للجلوس وتحويله الى واحة صغيرة لقضاء أوقات جميلة وممتعة. كما لجأ البعض إلى تحويل الشرفات وأسطح المنازل إلى أحواض لزراعة الخضراوات أو الأعشاب التي تدعم الاكتفاء الذاتي، وتوفر بعض المال، إضافة إلى تناولها عضوية صحية ونظيفة.
اليوم كورونا ربما لم يعد وباء، لكن الفيروس ربما سيبقى معنا لفترة طويلة إن لم يكن إلى الأبد. ومع تصادم العادات القديمة والجديدة بعد الجائحة نتمنى ان تستمر بعض المفاهيم الصحية ويتبعها المجتمع كعادات سلوكية ثابتة. فبالإضافة إلى الأدوية واللقاحات، هناك احتياطات صحية يجب مراعاتها، منها مثلا:
+ عادة غسل اليدين بالطريقة والمدة الصحيحة.
+ استخدام معقم اليدين في حالة تعذر تواجد الماء.
+ تغطية الأنف والفم عند العطس أو السعال باستخدام المنديل أو باطن كوع اليد..
+ تجنب الاتصال المباشر مع أي شخص لديه أعراض عدوى الجهاز التنفسي، والمحافظة على التباعد الجسدي وعدم التقبيل والعناق في المناسبات الاجتماعية.
وهناك مفاهيم لا بد ان يعي المجتمع بضرورة تقبلها بتجنب حضور حفلات الأعراس وتجمعات العزاء بداعي تأدية الواجب إذا كان مصابا بزكام او وعكة صحية، وأن يتقبل الطرف الاخر ظروف الناس واعذارهم، أو يتخذ إجراءات وقائية اذ كان لا بد من الحضور في حالة الإصابة بوعكة صحية.
فهذه أمور صحية وتوعوية موجودة ونمت في فترة الجائحة، ومن الضروري أن نغرسها كمفاهيم صحية مهمة تسهم في المحافظة على صحة الفرد والمجتمع بشكل فاعل ومستمر.
ونسال الله العافية
1,520 total views, 5 views today
Hits: 264