10 نصوص صغيرة مبدعة تحوز على الجوائز
و11 نصا يستحق التنويه


لماذا أطلقت هذه المسابقة؟!
يجيب أحمد الراشدي رئيس لجنة أدب الطفل بالجمعية العمانية للكتاب والأدباء قائلا:

إيمانا من الجمعية بقدرة الأطفال والناشئة على الإبداع، وسعيا منها للكشف عن مواهب واعدة وتحفيزها على الاستمرار والتطور، ومساهمة منها في تحفيز الأطفال والناشئة على استثمار الوقت إبداعيا، أطلقت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء مسابقة تحمل في شعارها معاني العطاء والإبداع بعنوان (أكتب حكايتك).

وحين سألنا الأديب مهند العاقوص المشرف على لجنة النحكيم عن الفئات العمرية التي تنافست للفوز بالمسابقة أجاب قائلا؟!

شملت الشريحة المستهدفة مرحلة الطفولة بمفهومها الواسع من عمر سبع سنوات ولغاية ستة عشر سنة، وكانت الغاية أن يتم استقطاب أوسع شريحة ممكنة من ذوي الأقلام الجميلة، وهذا تحقق بكثافة المشاركات التي وصلت إلى نحو 372 مشاركة من مختلف ولايات السلطنة ومن كل الفئات العمرية المستهدفة.

كيف كانت الشروط العامة؟! وما الانطباع العام حول المشاركات؟!

علّقت بسمة الخاطرية عضو لجنة التحكيم قائلة:

جاءت شروط المشاركة ضمن محددات عامة مرتبطة بأصالة الفكرة وسلامة اللغة والشكل الفني للنص القصصي، وظلت محددات المضمون مفتوحة على احتمالات المشاركين، فتنوعت الخيارات بين الاستقاء من الموروث أو محاكاة الواقع، وبين الإغراق في الخيال أو المرور بمحاذاته، فتلقينا القصص بمفهومها الحديث والحكايات بشكلها الكلاسيكي والأساطير بمعناها المستحيل وقصص تتمحور حول التجارب الذاتية والخبرات الفردية.

كان الباب مفتوحا للمشاركين واضعين أمام أعيننا احتمالات أن يكتب الطفل قصة للأطفال، أو أن يكتب الناشئ قصة للناشئة، أو أن ينجح الناشئ بكتابة نص جميل موجه لمرحلة عمرية أكبر.

ما هي معايير وآليات التحكيم؟

يجيب القاص مهند العاقوس قائلا:

بناء على ما سبق وحرصا منا على تحقيق مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص، قمنا بتقسيم المتنافسين إلى ثلاث فئات عمرية، هي:

– فئة الأطفال من سبع إلى تسع سنوات.

– فئة اليافعين من ثمانية إلى اثني عشرة سنة.

– فئة الناشئة من ثلاث عشرة ولغاية ستة عشرة سنة.

وكان من المقرر أن تعلن قوائم خاصة بكل فئة عمرية لولا أننا شعرنا بضرورة فلترة عدد الفائزين ودمجهم في فئة واحدة حتى يكون كل الفائزين من المستحقين وتكون النتائج حافزا للجميع لتطوير أدواتهم الأدبية.

جاء الحكم على النصوص من نواحي فنية وجمالية ولغوية وقيمية، فحكمنا على البناء المتماسك للنص والذي يحتوي على كل العناصر الفنية المكونة للعمل القصصي ومدى قدرته على إبراز تلك العناصر جماليا والانتقال بين المقدمة والحل بانسيابية وبلغة رشيقة مناسبة، وبكل تأكيد كان لا بد أن يحمل النص فكرة جيدة قادرة على حمل النص والاستحواذ على اهتمام القارئ المستهدف والتي توازن بين مخاطبة العقل والعاطفة معا، وأخذنا بعين الاعتبار مقولة النص وعمقه القيمي الذي يصل للمتلقي دون مباشرة أو تكلف أو استعراض.

وتداخلت القاصة بسمة الخاطرية لتحدثنا عن مراحل التقييم التي مرت بها الأعمال المشاركة قائلة:

استنادا إلى ما سبق من معايير، تم تقسيم العمل إلى مراحل وخطوات، فقمنا باستبعاد المشاركات المخالفة لشروط المسابقة بداية، ثم بعد ذلك انتخبنا القصص التي ستتنافس مستبعدين النصوص المخالفة لشروط العمل الأدبي القصصي على صعيد الشكل، وبعد ذلك قمنا بالحكم على المضمون وترشيح القائمة الطويلة التي تستحق التنافس لتكون ضمن قائمة الفائزين.

إن النصوص التي وصلت إلى القائمة الطويلة هي نصوص جيدة على صعيد الفكرة، وقد يكون بعضها جيد فنيا ولغويا أيضا، لكن ما جعلنا نفاضل هو معايير تتعلق بآلية معالجة الفكرة وخلو النص من الرسائل السلبية وأسلوب طرح القيمة المستفادة من النص.

وحين سألنا أحمد الراشدي عن أسماء الفائزين الصغار وعناوين النصوص التي فازوا بها؟  أجاب:

  لم يكن هناك فائز حسب المراكز وإنما اختارت لجنة التحكيم النصوصَ العشرة كأفضل نصوص واعتبرت هي النصوص الفائزة من بين كل النصوص.

1- النور بنت علي بن سالم السيفية، قصة نور والكناري: قصة واقعية فيها رومنسية الأطفال التي تلمس القلب، قصة شعورية تعلمنا قيما رائعة مثل رعاية الكائنات وتقبل الفقد والأمل بالحياة المتجددة.

2- بدرية بنت راشد الدرعية، قصة الثعلب الفطين: حكاية من الموروث الشعبي في البادية صيغت بأسلوب جيد، وتمحورت حول الفطنة والحيلة في إيجاد المخارج، هذا النوع من الحكايات يحبه الأطفال.

3- بسمة بنت عبدالله بن علي التميمية، قصة أبطال المطبخ: قصة خيالية حمالة قيم، لغتها جيدة.. تعزز القصة قيمة العمل وضرورة الإتقان، وتعلمنا أن التنافس الشريف مكسب، وأن الإخلاص والتعاون فوز جمعي.

4- بيان بنت محمد بن سعيد النبهانية، الطوب الحزين: قصة بسيطة وعميقة في آن، تدفعنا لمحبة الأشياء وكأن لكل ما حولنا روح، المعنى العميق يعزز الحنين والتمسك بالبيت والذكريات، ويدعونا لإعادة تدوير الأشياء والاستفادة منها إبداعيا.

5- داوود بن سليمان بن سعيد الشملي، قصة كرتوني الضائع: قصة خفيفة منبثقة من تفكير طفولي، تشجعنا على إعادة التدوير والإحساس بقيمة ومشاعر الآخرين والأشياء.

6- شادن بنت سعود بن ناصر القاسمية، قصة حقيبة الهدايا: عنوان واعد لقصة تتأثر في بدايتها بقصة الصياد لتقدم لنا مضمونا جديدا من عالم أحلام الطفولة، وتعزز قيما هادفة نبيلة كمساعدة الآخر، الحقيبة خيالية تحقق الأحلام والقصة خيالية تنتهي بفكرة مضمرة (الروح الطيبة حقيبة أحلام تساعد الآخرين).

7- عبد الرحمن بن سنان المعمري، قصة الحطاب الفقير: حكاية ذات نسق تراثي، تضيء على قيم رائعة ببساطة الأطفال، فنجد بركة التوكل وقيمة العمل وأهمية الأمانة، الحكاية مكتملة فنيا وجيدة مضمونا.

 8- عفراء بنت علي بن عبد الله الجابرية، قصة الحروف: مغامرة تسلسلية تتكاثف خيطانها لتشكل حكاية تعليمية مسلية، وهي حكاية تخدم تعليم الحروف عبر مشاهد قصيرة متتابعة، وتعزز قيمة التعاون وأداء الأمانات وتبيان الحقائق.

9- محمد سالم النبهاني، قصة قطار العجائب: قصة خيالية جميلة جدا، تقوم على تسخير الخيال والذاكرة البصرية في رؤية الوطن بعين المحب، القصة جمالية ذات قيم ومساعدة الأهل لم تؤثر على التفكير الطفولي الإبداعي والخيالي.

10- هبة بنت جمعة البلوشية، قصة الوردة المغرورة: قصة بسيطة بلغة الأطفال، تشجع على التواضع وتنبذ الغرور. تعلمنا أن الزمن يدور، وتنقلب فيه الأمور، وأن في المحبة والتواضع الخير والسرور.

يضيف الراشدي قائلا:

بالإضافة إلى الفائزين ثمة نصوص وصلت إلى القائمة الطويلة واستحقت التنويه وهي:

1- ديناصور التايتن والدودة الوحش، بالعرب بن سالم المسلمي.

2- القارورة المضيئة، نور بنت محمد بن سعيد النبهانية.

3- نيزك روجر، طارق بن سعيد الحراصي.

4- هل فعلها شرشور، لمار بنت عبد الله بن سعيد السعيدية.

5- الزرافة الحكيمة، يزن بن سالم السليماني.

6- مسكن في القمر، سالم بن علي بن راشد الحبسي.

7- نجمة الشمال، حور بنت هلال بن خلفان الخليلية.

8- السمكة، تسنيم بنت فهد البلوشية.

9- مغامرات شجاع في المملكة، جلنار بن محمد بن حميد الوري.

10- هل حل القفار اللغز؟ – ريماس الشكيلية.

11- لميس والأشياء – الثريا بنت خليفة بن صالح المعولية.

إن عدم فوز بقية المشاركين الصغار قد يؤثر على معنوياتهم، هل من رسالة تحفيزية تودون توجيهها لهم؟!

يجيب ويؤكد الأديب مهند العاقوص قائلا:

أبدا! لا يعني عدم فوزهم بأنهم قد خسروا المسابقة. كلا!

تذكر دائما أن كل مسابقة تخضع لمعايير يضعها أفراد، وعدم فوزك قد يعني أن النص راهنا وضمن المعايير غير مناسب، ولا يعني أبدا أن قلمك غير جيد، بل عليك أن تقرأ أكثر وتكتب أكثر، وتحاول ثم تحاول حتى تصل.

نحن جميعا فائزون في هذه المسابقة، فاستغلال الوقت بشيء مفيد، وممارسة المواهب في أوقات الفراغ، وانتظار الحصاد بعد بذل جهد كلها قيم تستحق أن نشارك لأجلها وأن نكرر المحاولات ونكثف الجهود حتى يشتد عود القلم ويصير أكثر مطواعية ومراسا.

ما هي الجوائز؟! وما هي الخطوات التالية؟!

يجيب عن هذا التساؤل أحمد الراشدي قائلا:

ستقوم الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بتكريم الفائزين بنشر قصصهم في كتاب يصدر عنها، وسيتم العمل على حفل تدشين الكتاب بعد طباعته ضمن حفل تدشين الإصدارات السنوية للجمعية، وسيتم التواصل مع الفائزين بشأن ذلك، كما سينالون نسخا من الكتاب الذي ستصدره الجمعية، وقبل الطباعة ستعمل لجنة أدب الطفل على تحرير النصوص وتدقيقها لغويا والإشراف على رسم اللوحات وإخراج الكتاب فنيا بصورة لائقة.

إننا في الجمعية العمانية للكتاب والأدباء نولي أدب الأطفال والناشئة أهمية خاصة مؤمنين بهذه الفئة مدركين أن الأطفال هم نواة المجتمع ومستقبله الزاهر.

نثمن لكل المشاركين سعيهم ووعيهم، ونبارك للفائزين الذين استحقت أعمالهم الإشادة والتكريم. ولا يفوتنا أن نوجه الشكر لأعضاء مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ممثلة برئيسها المهندس سعيد الصقلاوي الذين صادقوا على شروط ومخرجات هذه المسابقة، وتلقفوا أعمال لجنة أدب الطفل بإيجابية وتشجيع، وأدرجوا توصيات لجنة التحكيم المتمثلة في القاصة بسمة الخاطرية والقاص مهند العاقوص ضمن الرؤى المستقبلية لحراك الجمعية التي لا تتوقف عجلاتها عن الدوران نحو الأمام.

 3,312 total views,  2 views today

Hits: 381