قصة للأطفال

ماري مطر / كاتبة من لبنان


مع إشراقة يوم جديد، استيقظت ونور الشّمس يملأ غرفتي فشعرت بتفاؤلٍ غريب. جهزت نفسي وحملت معطفي وكتبي، وودّعت أهلي، ثمّ ذهبت إلى مدرستي. في طريقي شدّني عصفور لطيف إلى دخول الحديقة العامّة، وجدت عدداً لا بأس به من الطّيور، بدأت ألاعبها وأطعمها، وقضيت دقائق ممتعة معها… بعدها حملت كتبي لأكمل طريقي إلى مدرستي، وما إن خرجت من باب الحديقة حتّى عدت لأحضر معطفي الّذي نسيته على أحد المقاعد، لكنّنني فوجئت بطفل فقير بردان يرتديه، فتركته له وقلبي تملؤه السّعادة…

خرجتُ من باب الحديقة فإذا بأمّي واقفة أمام باب بيتنا تنظر حولها، لكنّها ما إن رأتني حتّى صرخت: يا ابني! الحمد لله أنّك ما زلت قريبًا، لقد نسيت طعامك!

يا له من أمر غريب، فتأخّري في الحديقة كان له فائدة بأن لا أنسى طعامي… أكملت طريقي، فرأيت رجلًا تعثّر بحجرٍ بينما هو يستعمل الهاتف النّقّال، ووقعت منه حقيبة العمل، وبُعثرت الأغراض الّتي فيها على الأرض، سارعتُ لمساعدته ولملمت الأغراض معه. فإذا به يُهديني قلم حبر مميّز عربون شكر… ثمّ عرض عليّ أن يوصلني إلى مدرستي فوجدتها فرصة مناسبة خصوصًا أنّني تأخّرت…

في الحصّة الأولى، طلبت المعلّمة أن نخرج الدّفتر والقلم للكتابة، ويا للصّدمة!! يبدو أنّني نسيت مقلمتي في البيت! ولكن مهلاً… تذكّرت؛ لقد أعطاني ذلك الرّجل قلمًا مميّزًا ويا لها من مصادفة غريبة…

في وقت الفسحة، فتحت حقيبة الطّعام لأتفاجأ بأنّ أمّي قد حضرت لي شطيرتين على غير عادتها، مع أنّني بالكاد أكمل تناول شطيرة واحدة… مهلاً ها هو صديقي حزين يشكو من نسيان طعامه في البيت… ما هذه المصادفات الغريبة؟! لكنّها متكاملة!!

وإلى المزيد من المصادفات الشّيّقة في ذلك اليوم، ولا أدري ما الّذي جعلني أحفظ درس التّاريخ على غير عادة في اليوم السّابق، فالمعلّمة سألتني عنه!!

يوم غريب مليء بمصادفات غير متوقّعة كلّها خير، أخبرت أمّي وأبي عنها فقال أبي كلّ ما يحدث معنا: هو خير.


رابطة ثقافة الطفل العربي
– د. مصطفى عبدالفتاح رئيسا – سوريا
– الناقدة صفاء البيلي – مصر
– المدربة والكاتبة أمينة الرويمي – الجزائر
– الكاتبة والمترجمة أسماء عمارة – مصر
– التربوية الباحثة فاطمة الزعابي – سلطنة عمان

 3,627 total views,  2 views today

Hits: 136