خطر العاملات على أطفالنا وتسببهن بصعوبات التعلم واضطرابات النطق
الدكتور محمد حسين قطناني
خبير التربية الخاصة / جمعية رعاية الاطفال المعوقين
عندما جاءت فكرة هذا المقال حاولت جاهداً ان اتناسى الطرح وان ألهي نفسي بشي اخر، لما له من الأثر السيئ في نفسي لما رأيته عند مجمل الاسر والعائلات ذات العادات والتقاليد والقيم. لكن هذا ما بخاطري.
تأثيرهم على نطق أطفالنا العاديين وذوي الإعاقة:
تشتكي الأسر من أن أبنائهم لا يحسنون النطق باللغة العربية السليمة – واللهجة المعتادة- لأنهم يأكلون الحروف ويخلطون الكلمات ويدخلون ألفاظاً غريبة للدلالة على ما يريدون. الطفل يتكلم بكلمات عربية وتارة تدخل عليه كلمات بنغالية وهندية وباكستانية وغيرها….. والغريب أن أولياء الأمور والمعلمون في المدارس يعرفون ذلك. هم من يشتكون من أن الاطفال أنفسهم لا ينطقون اللغة العربية او اللهجة المعتادة نطقاً واضحاً بل يهمهمون ويتغنجون بها.
لو فكرنا في عمل ندوة حول الموضوع سيكون الجدل واضح أكثر من الوصول إلى الحل وقد نجد من بين الموجودين في الندوة من يستخدم مفردات غربية آسيوية او انجليزية (so لذلك (، ما هو الحل في كيفية تحسين نطق أولادنا؟
قد يقول قائل إن نختار المناهج الدراسية بعناية تعالج مشاكلنا وتناسب بيئتنا لان المناهج تغفل الكثير من مشاكلنا، نتفق في أن مشاكلنا لا تحتاج غيرنا لحلها وفي نفس الوقت نختلف بأن لا نهمل المناهج العلمية الأخرى التي تحتاج أن تأخذ من العلوم الغربية الكثير.
وعند ملاحظة الأطفال الذين تعلموا وحفظوا من القرآن الكريم يتفوقون على اقرانهم بنطق سليم ومخارج للكلمات واضحة، ولكن السؤال، هو ليس سلامة النطق بقدر استخدام مفردات غربية بعيدة عن مجتمعنا وفكرنا، ولا نجهل أن العاملات في بيوتنا واحتكاكهن المباشر مع أطفالنا له الأثر السلبي الكبير، فنحن نحتاج الى الكثير من الوقت والقرار في تحسين النطق نحتاج فعلاً إلى قرار لكي نقدم للمستقبل أبناء يستحقون الاحترام.
ومن خلال عملي كخبير تربية خاصة، وجدت نسبة كبيرة جدا جدا من الأطفال الذين يعانون من عيوب في التخاطب والنطق سواء الأطفال العاديين او من ذوي الإعاقة في ظل وجود المربية في المنزل كالثأثأة أو الفأفأة أو التهتهة. ومنها صعوبات التعلم وسلوكيات دخيلة، منها:
ما وجدت عند هؤلاء الأطفال ميلهم للعزلة، والعدوانية، الخمول والكسل وما اكثر الخمول والكسل بين أطفالنا.
أعزائي – العاملة الأسيوية – من وجهة نظري – هي السبب الأساسي الذي يكتسب منها الطفل الكثير من اللغة والكلمات والتصرفات وبعض العادات بكل اسف.
(سيم سيم تعني نفسي الشي) هناك فرق (لذلك so) والتي قد تنشأ باختلاط لغة العاملة أو المربية بلغة المجتمع أو الأسرة، (بابا في؟) ويقصد منه (هل يوجد أبوك؟) والملاحظ أن المربية الآسيوية تنادي صاحب البيت بلفظ (بابا)، كما تنادي صاحبة البيت بلفظ (ماما) وهكذا شاع هذا التركيب بسرعة واستخدم على نطاق واسع، وأصله أن يسأل أحدهم هذه العاملة عن صاحب الببت، والأصل أن يقول لها (هل يوجد فلان او أبو …؟) وبما أنها لا تفهم هذه الجملة الطويلة لذلك تم اختزالها إلى تركيب (بابا في……؟) ويكون الجواب بالإيجاب (في بابا) أو بالنفي (بابا ما في)، إذ انتقل هذا التركيب لاستخدامه في السؤال عن المدير بقولهم (المدير في؟)
ثم يكلم الصديق صديقه الآخر فيقول له (أخوك في؟) …. الخ فيصبح للطفل عملية مزيج بين لغة وطنه الأصيلة ولغة العاملة الآسيوية ولغة الشارع و ……تناقض رهيب بين ما قد يسمعه من الأم في طريقة المعاملة والمحادثة وما قد يسمعه من المربية التي تكون غالباً لغة العاملة الأصلية مع بعض المفردات المحلية
عندما يأتي أحد للبيت يسأل عن صاحب البيت وهو نائم، فالمربية هي التي ستفتح الباب وتقول (بابا نوم)، وإذا كان السؤال يسأل صاحبة البيت تقول المربية (ماما نوم)، ولو فرضنا أن صاحب البيت غادر مسقط الى صلالة تقول المربية (بابا صلالة) أو (ماما دور) أو (ماما في سوق) وقس على ذلك من التراكيب التي يسمعها الأطفال، ويلتقطونها من عاملتهم.
مجموع العاملات لهن إلمام باللغة العربية بشكل غريب، واتضح أن اللغة الإنجليزية هي الأكثر شيوعاً باعتبارها وسيلة اتصال بين العاملة والأطفال من جهة، وبين العاملة والوالدين من جهة أخرى. المشكلة ان ولي الأمر يأتي إليك ويخبرك ان ابنه لا يعرف القراءة والكتابة او النطق والتخاطب ، – ماذا أقول لكم- كيف لابنكم تعلم اللغة العربية التي هي اللغة الرسمية وانت بأنفسكم تتحدثون معه باللغة الإنجليزية او غيرها ،كيف سيتعلم اللغة العربية ، – للأسف هذه اللغة الدخيلة عندكم أصبحت برستيج واتيكيت وليس علم تعلمونه لأبنائكم- هذا الواقع وإلا ممكن للطفل تعلم اللغة الإنجليزية مثلاً كما تعلم الأخرين او كما تعلمت أنت ، ويحافظ على اللغة العربية وعلى عاداته ، كيف تريدون ان لا يكون من ذوي الاعاقة او اضطراب النطق .
أطفالنا سر نغصتنا علينا، يقلدون العاملات في اللغة، ويدخلونها في دراستهم، كيف؟
بعض الأطفال الذين تابعتهم وخاصة الاعاقة عندما تريه صورة معينة ليستدل بها على المضمون الحقيقي تتفاجأ بأنه لا يعرف ان يعبر عنها باللغة العربية فيستعمل الكلام الأجنبي او الهندي او البنغالي ليجيب. كيف سيتعلم الطفل لا أدري.
الخطر عظيم في تأثر الطفل بالعاملة الآسيوية، من حيث اللغة وغيرها، تنازل الآباء والأمهات للمربيات عن ملاعبة الأطفال، فإن له آثار سلبية على نمو اللغة والذكاء والقدرات والمهارات لدى هؤلاء الأطفال، يأتون الأطفال لمراكز التربية الخاصة وادراكهم وقدراتهم منخفضة جدا بسبب ما اكتسبوه من المربيات ما بلك بتعلم اللغة وغيرها.
اسمحوا لي أفصح لكم يا حضرات – أن من بين أسباب التأخر الدراسي، وتأخر النطق والكلام عند أطفالنا هو عدم إتقانهم للغة العربية، وغالباً ما يشرف على تربيتهم مربيات آسيويات، حيث يقع الطفل في صراع بين مفردات لغة المربية ولغة الأسرة، مما يجعله في حيرة من أمره وتصبح حصيلته من اللغة العربية بسيطة.
2,626 total views, 2 views today
Hits: 155