سميحة علي الحوسني
معلمة أولى مجال أول – ماجستير مناهج وطرائق تدريس عامة


منذ بدأ تفشي فيروس كورونا المستجد – كوفيد 19- والجميع في كافة أنحاء العالم أصابهم الذعر، وتوجسوا خيفة من مغبات هذا الخطر المتجدد، ومن تبعات ومغبات استمراريته لفترات غير محددة للآن.
وهذا الخوف لهو أمرٌ طبيعي في ضوء ما نراه من تداعيات صحيةٍ واقتصاديةٍ ونفسيةٍ، حيث إنّ المطلع على آخر المستجدات يرى كيف استطاع هذا الفيروس الصغير أن يحصد ما يقارب المليوني مصاب والآلاف من الوفيات.
لكن!
هل نستطيع أن نقول أنه حمل بين شراسته وسوداويته جوانب إيجابية؟
نعم نستطيع ذلك؛ فكورونا استطاع أن يعيد للأرض جزءً من عافيتها، فعوادم المصانع والسيارات والاختناقات المرورية قلّت بشكل كبير، فأصبحت الأرض تتنفس، كما قلّ استنزاف الكماليات وأصبح البشر يهتمون بالأهم والأساسيات في حياتهم اليومية، فأضحت الأرض
معافاة من أذى البشرية.
ونحن بين أهلها وذوينا نستطيع أن نرى كيف أثر هذا الأمر في العلاقات الأسرية، فغدت أكثر قربى، واستطاع الفرد أن يهتم بذاته، فينميها ويرتب أولوياته.
أدركنا أيضا أن في الحياة ما هو أهم من مجرد تنزه أو تسوق أو زيارات، واهتممنا أكثر بالصحة واكتساب عادات صحية سليمة.

والمتابع أيضا لاستراتيجيات الدول في مجال التعلم والتعليم يرى كيف أن الكثير من هذه الدول طوعت كل طاقاتها في سبيل تسهيل عمليات التعلم عن بعد، ومنها سلطنة عمان، فرغم أن هذا الأمر لايزال جديدا إلا أننا نرى كيف أن كورونا أثر بإيجابية في العديد من الجوانب.
نعم.. كورونا وباء وجائحة ستؤثر على المدى القريب والبعيد على الجميع، ولكن هذا التأثير ليس سيئا بمجمله.
لنعلم أن ما بعد كورونا لن يكون حتما كنفس العهد قبله.

 4,006 total views,  2 views today

Hits: 186