شيماء القلاف – الكويت


ماذا لو كنت تعيش في مجتمع يجهل لغتك، وتجهل لغته؟ ما هي الوسيلة المثلى برأيك للتحاور؟

لابد وأنك ستجد نفسك في مأزق كبير… أليس كذلك؟!

هذا ما يشعر به الأصم تماماً عند تواجده بين السامعين، والأدهى والأمرُّ من ذلك هو ملامح العطف والشفقة التي يرمقونه بها، بل وهنالك فئة من البشر يعتقدون بأن الصمم لابد وأن يرافقه قصور عقلي! فيتعاملون مع أي شخص أصم وكأنه شخص معاق ذهنياً! وهذه نظرة غير صحيحة واعتقاد خاطئ، فالأشخاص الصم كما السامعين نجد تفاوت بينهم في مستوى الذكاء.

المشكلة الفعلية التي تواجه الصم هي مشكلة تواصل، فغالباً ما تصلهم المعلومات ناقصة أو غير واضحة بسبب عدم فهمهم لما يدور حولهم، وذلك بسبب عدم وجود من يحاول بذل مجهود لو بسيط في تعلم لغتهم “لغة الإشارة” والخوض في عالمهم الجميل بالتقرب منهم ومجالستهم.

لغة الإشارة كأي لغة أخرى تحتاج مجهود لفهمها، لكنها أسهل بكثير مقارنةً باللغات المنطوقة فهي ترتكز على الحركات والإيماءات الوصفية للأمور حولنا.

والجميل في هذا الأمر بأننا سنجد مع مرور الوقت -بعد تعلم اللغة- بأن لغة الإشارة مفيدة حقاً ولا تقتصر على التواصل مع الصم فقط وإنما يمكننا استخدامها كسامعين في بعض المواقف:

– كأن نريد المناداة على شخص ما في مكان عام واخباره بأمر ولا نريد أن يعلو صوتنا.

– كما من الممكن أن تكون لغة سرية تستخدم ك(شفرة) بين الأصدقاء.

والكثير الكثير من الأمور التي سنكتشف أننا من الممكن أن نوظف لغة الإشارة فيها لتسهيل أمورنا.

الأصم لا يطلب منّا شفقة أو عطف فهو راضٍ كل الرضا بالأمر الذي كُتِبَ عليه، إن كنا فعلاً نريد الأخذ بيد الأصم علينا فهمه مصادقته التقرب منه، لا الابتعاد مخافة أن نقع في مأزق صعوبة التواصل، فلنتواصل معه بحب ونطلعه على عالمنا ونتعرف على عالمه.. فلنذيب معاً هذا الحاجز الخفي فلنتآلف لنشكل مجتمع قوي متين يعمل فيه الأصم و السامع بكفاءة وانسجام.

 3,509 total views,  2 views today

Hits: 103