مصر في الأساطير العربية .. دراسة في كتابات الرحالة والمؤرخين المسلمين
د. أشرف صالح محمد
مِصْرَ.. بلدٌ عريق، قديمٌ قِدم الحضارة نفسها. ومِصْرَ أولى خطوات التاريخ، ومحور الحكايات والأساطير، أعجوبة الدنيا وعجيبة الزمان. وَرَد اسمُها في كلِّ الكتب المقدَّسة من التوراة إلى القرآن الكريم، تغنَّى بها الإغريق والرومان، وأحبها مَنْ سكنها، وطمع فيها كل الغزاة؛ من الهكسوس حتى الإنجليز. وبقيت مِصْرَ بوتقة تنصهر فيها الثقافات، وتلتقى فيها الأعراق، وظلت دُرة الدنيا، ورمزًا لفجر الإنسان، ولا تزال تعجب الناس من أرجاء العالم حتى الآن.
مِصْرَ، مدَّت يدها إلى الإنسانية بشعُلة المعرفة، ومصباح العلم حين كانت البشرية لا تزال تحبو في طفولتها. مِصْرَ، بهرت مَنْ غزوها، وقهرت مَنْ احتلوا أرضها؛ فقد حولت سلالة البطالمة إلى سلالة تحكم دولة راقية متقدمة ذات حضارة وثقافة وقدرة سياسية واقتصادية مهمة طوال الفترة من بطليموس الأول (خليفة الإسكندر الأكبر)، حتى كليوباترا السابعة الملكة التي جعلتْ روما ترتعدُ فرائصها، وطوال عصر البطالمة كانت مِصْرَ منارة عالم البحر المتوسط، ورائدة الثقافة والعلم، وهو العصر الذي قامت فيه مكتبة الإسكندرية القديمة بالدور الأكبر. وحين هُزمت كليوباترا السابعة في معركة أكتيوم فقدت مِصْرَ استقلالها، وصارت ولاية رومانية حتى الفتح الإسلامي في العقود الأولى من القرن السابع الميلادي.
وبدخول مِصْرَ تحت راية الإسلام، وبعد تمام تعريبها، عادتْ تُمارس دورها في خدمة الحضارة الإنسانية من جديد، بعد أن كانت مجرد “ولاية” رومانية، لم تستطع أن تقدم شيئًا سوى سلة الخبز لروما، ثم الرهبنة والأديرة، والمذاهب المسيحية فيما بعد.
وطوال تاريخها القديم بَهَرت الإغريق، وتودَّد الإسكندر الأكبر إلى شعبها حين زعم أنه ابن الإله آمون، وتبنى البطالمة الديانة المِصْرَية القديمة بكل ما تحمله من أساطير، وذابت السلالة البطلمية وتمِصْرَت وصارت ثقافتها هي ثقافة كل المِصْرَيين. وحين جاء الإسلام تصحبه اللغة العربية؛ امتزج ما جاء به الإسلام بتراث مِصْرَ العريق. ولم يتنكر العلماء والباحثون المسلمون لتراث مِصْرَ القديم -كما يفعل بعض السفهاء اليوم بزعم أنه تراث وثني- وإنما انبهروا به وتبنوه، وأظهروا إعجابهم بالحضارة المِصْرَية القديمة ونسجوا حولها الأساطير التي أضافوها إلى رصيد مِصْرَ الثقافي، ولأن الأساطير تحمل الذاكرة الاجتماعية وتعبر عن العقلية التي صاغتها، فقد كان طبيعيًّا أن نجد في الأساطير العربية التي حملتها كتب المؤرخين المسلمين أصداء تتعلق بأرض مِصْرَ، ونيلها وأصول شعبها، ورؤية المِصْرَيين لأنفسهم وما إلى ذلك.
محتويات الكتاب:
الدراسة موزعة على تسعة فصول رئيسية، ومسبوقة بمقدمة، ومودعة نتائجها في خاتمة تلاها سرد للمصادر والمراجع المعتمدة؛ حيث أُفرد الفصل الأول للحديث عن أبعاد العلاقة بين التاريخ والأسطورة، وأوجه الائتلاف والاختلاف فيما بينهما، وعرض لتعريف كلٍّ من التاريخ والأسطورة ومدلولهما، وجاءَ الفصلُ الثاني منها عن الأساطير والحكايات المرتبطة بأصل اسم مِصْرَ، وأصول المِصْرَيين أنفسهم، وما حملته تلك الحكايات الخيالية عن اعتزاز المِصْرَيين ببلادهم، وعن تنازع نسبة أصولهم إلى الحاميين، أو اليونانيين أو العرب، والكشف عن أن هذه الاتجاهات الثلاثة في “الموروث الشعبي” كانت تُرضي حاجة ثقافية اجتماعية لشرائح بعينها في المجتمع المِصْرَي آنذاك.
وخُصصَ الفصل الثالث لعرض المادة الفولكلورية التي تدور حول “فضائل مِصْرَ”؛ باعتبار ذلك نوعًا من التأليف نشأ بداية من القرن الثالث الهجري، جمع بين التاريخ والأساطير والموروث الشعبي، وكان إفرازًا للتفاعل القائم بين ما جاء به الإسلام، واللغة العربية، والموروثات الثقافية المحلية في كل مِصْرَ من أمصار دار الخلافة. أما الفصل الرابع، فيتناول الأساطير والحكايات التي تناولت الحضارة المِصْرَية القديمة وإنجازاتها، والتي تشي بمدى إعجاب أصحاب هذه الحكايات وجمهورهم بإنجازات الحضارة المِصْرَية القديمة التي بقيت رغم عوادي الزمن. وتم تخصيص الفصل الخامس للحديث عن الأساطير والحكايات التي تناولت الدفائن والكنوز المِصْرَية القديمة وفراعنة مِصْرَ، والتي كان الحديث فيها عن الكنوز يحمل بعضها ثمة من الحقيقة، في حين حمل البعض الآخر رائحة المبالغة. كما حاول الباحث أن يكشف عن صورة ملوك مِصْرَ القدامى التي تاهت في كتابات الرحالة والمؤرخين التي حفلت في بعض موضوعاتها بالخيال الواسع. وعرض في الفصل السادس لأساطير أصول المدن المِصْرَية القديمة، بما تحويه من أخبار العجائب والغرائب، والذي يدل على مدى إعجاب الرواة وانبهارهم بإنجازات الحضارة المِصْرَية القديمة؛ وهو الأمر الذي بَدا واضحًا من خلال تلك القصص الخيالية عن الأعمال الإعجازية لملوك مِصْرَ القديمة.
الفصل السابع جَمَع بين الحديث عن عمران مِصْرَ وما دار عنه من حكايات شعبية، إضافة إلى الحديث عن العجائب الموجودة على أرض مِصْرَ، على نحو يكشف عن حجم الخيال الذي غلف تاريخ مِصْرَ، وتكشف عن عجز الرواة عن الوقوف على تاريخها الحقيقي، والتي كانت تحاول أن تقدم إجابات “تاريخية” عن حضارة تليدة مضت، ولكن آثارها ما زالت ماثلة أمام عيون الناس، والتي تنسب الكثير من منجزات هذه الحضارة إلى أعمال السحر والخوارق، بيد أن بعض هذه الحكايات كانت تحمل ظلًّا، أو نواة من الحقيقة التاريخية في غالب الأحوال.
ودَرَس الفصل الثامن الأساطير والحكايات التي تناولتْ النيل ومصادر المياه في مِصْرَ؛ حيث أحب المِصْرَيون بلادهم وعشقوا نيلهم، وصاغت أساطيرهم وحكاياتهم الشعبية هذا الحب وهذا العشق صياغةً جميلةً ومثيرةً، أكدت أن حياة المِصْرَيين ووجودهم اعتمدا على النهر النبيل اعتمادًا مطلقًا، وأن إحساسهم بهذا كان كبيرًا للغاية. وأُفرد الفصل الأخير عن الموروث الشعبي المتعلق بالشخصية المِصْرَية التي ظلت عرضة للأخذ والرد وتضارب الآراء والتحليلات عند المؤرخين عبر عهود مختلفة، والتي جاءت كتاباتهم مُتسمة ببعض المبالغة أحيانًا، والواقع أحيانًا أخرى.
مشروعية الدراسة:
ثمَّة علاقة جدلية بين الموروث الشعبي والتاريخ؛ فالموروث الشعبي مادة من مواد التدوين التاريخي، التي تساعد على تفسير الظواهر التاريخية وفهمها، والتاريخ بدوره يشترك معه في دعامات ثلاث: الإنسان، الزمان، والمكان. وهكذا؛ فإن مادة المؤرخ ومصادره تشمل فيما تشمل الموروث الشعبي بكافة أجناسه وإبداعاته التراثية للشعوب؛ سواء كانت بدائية أو متحضرة، أي كل ما تم إنجازه عن طريق استخدام الأصوات والكلمات، في أشكال غنائية شعرية، أو نثرية متضمنة الاعتقادات الشعبية أو الخرافات والأساطير والعادات والتقاليد والرقصات والتمثيليات…وغيرها، مما تنمُّ به عن أساسيات التفكير، وما تفصح عنه النظرة إلى علاقة الإنسان مُقترنًا ببيئته في إطار من المعتقدات والعادات والتقاليد، التي تحمل رؤية العصر الذي يصوره. كما تكشف عن وجدان الإنسان الذي يحيا فيه، كما يصور هذا الإنسان بقضاياه التي يتعامل معها في سياق فني محكم، وببساطة وعمق آسرين، وفوق هذا كله فهو يأتي في مواجهة ما يكتبه المؤرخون المحترفون؛ سواء في العصور السابقة أو في عصرنا الحالي، من مؤلفات تعكس آراء أولئك المؤرخين وتفسيراتهم.
فقد مَكَث المؤرخون رِدحًا من الزمن، يتجاهلون نتاج العامة الثقافي بروح من التعالي والغطرسة، التي جعلتهم يضربون عرض الحائط بما ظنوه ضربًا من العبث والخرافة، التي تناسب عقول العامة وإدراكهم. فلم يحظَ الأدب الشعبي العربي بالقيمة الفنية الاعتبارية اللائقة به على المستوى الرسمي، وظلَّ، بعد معرفته الطويلة، مهمشًا ومنبوذًا، وبعيدًا عن التناول والدرس، والبحث والتقصي لأسباب عديدة، في طالعها: عدم اهتمام أولي الأمر، الولاة والأمراء، والملوك، وأصحاب الأدب، به؛ لأنهم جميعًا عدّوه أدبًا للعامة، يحتفي بالصعاليك، والشذّاذ، والجواري، والمعارك الوهمية، وطقوس السحر والشعوذة، وفنون الاحتيال والمداورة، والتشاطر الكاذب (من الشطارة)، وبالحكايات التي لا تؤهلها خرافاتُها أن تدوّن وتسجل في القراطيس، ومن ثَمَّ لأن منشئي الأدب الشعبي كانوا يحتفون بالسجع، والترادف، والتوازن، والإطناب، والتطويل، والالتفات، وبصياغات بعيدة عن نهج البلاغة العربية، ومن بعد هذا كله لأن مصنفي الأدب العربي وناسخيه عدّوا الأدب الشعبي بلا قيمة أحيانًا؛ لما فيه من سلوكيات وأساليب بعيدة عن الأخلاق وتوجهاتها، وأحيانًا لأنه يدور في عوالم الخيال والإضافات كالغولة، والعفاريت، والبحور السبعة…إلخ.
وإضافة لما سلف، اقتنع مُصنِّفو الأدب العربي بأن الكثير من الأدب الشعبي أدبٌ وظيفي-شفهي، حاضنته الأساسية، بل موزِّعته الأساسية هي الجدات اللائي ابتدعن الخرافات والحكايات من أجل السمر في الليالي، وهدهدة الأطفال وتخويفهم حصرًا من الليل والعتمة. بيد أن التطورات التي ألمَّت بمجال الدراسات التاريخية دفعت بالمؤرخين إلى الاعتراف المتزايد بما طال السكوت عنه في “الموروث الشعبي”، الذي يقدم لنا رؤية جمعية للحقيقة التاريخية. إذ إن الجماعة في رؤيتها للحدث التاريخي تقفز فوق التفاصيل، وعلاقات الزمان والمكان، ولا تهتم سوى برسم صورة كلية حُبلى بكل الرموز الاجتماعية والثقافية، كما تحرص على بلورة موقفها التاريخي إزاء الحدث، وهذه الصورة الشعبية غالبًا ما تحمل وعي الجماعة بذاتها، وتختزن في طيات أحداثها الخيالية كثيرًا من المضامين التاريخية؛ ولهذا تبرز أهمية اعتماد المؤرخ على “الموروث الشعبي”، إلى جانب مصادره التقليدية؛ ذلك أن المزاوجة بين هذين النوعين من المصادر يساعد المؤرخ على استيعاب الظاهرة التاريخية ورسم صورة كلية لها.
ومن هنا، تأتي مشروعية تلك الدراسة، التي تحاول أن تملأ فجوات في بنية “المسكوت عنه تاريخيًّا عمدًا، أو بدون قصد” في المصادر التاريخية التقليدية، والتي لا تستطيع وحدها أن تقدِّم لنا الحقيقة التاريخية؛ إذ إنه لا يُمكن للشهادات الجزئية أن تقدم لنا الحقيقة التاريخية، وإنما غاية ما يمكنها أن تقدم لنا جانبًا جزئيًا من تلك الحقيقة التاريخية؛ فالتاريخ وحده لا يُمكن أن يطلعنا على وجدان الشعب؛ لأنه يصنف الحوادث، ويحتفل بالأسباب والنتائج، ويتسم بالتعميم. وقد أخذ هذا التاريخ في صورته الرسمية إلى سنوات قليلة خلت، يقص سيرة مِصْرَ، وبلدان المشرق العربي عامة من قمة الكيان الاجتماعي ويرتب مراحل هذه السيرة بالدول الحاكمة أى تاريخ (القمم)؛ بحيث إنها نادرًا ما تطرقت إلى تاريخ الناس العاديين الذين يقبعون في “سفوح المجتمعات” -إنْ صحَّ التعبير- ممَّا جعلنا نستقرئ تراثًا ناقصًا، ولا نلتفت إلى ما أنشأه الشعب لنفسه عن نفسه.
وتراثنا العربي الذي وصلنا من عصور التألق الفكري في رحاب الحضارة العربية الإسلامية، قد ضم الكثير من الموروث الشعبي بين صفحات الكتب التاريخية والأدبية وكتب الرحلات، فضلاً عن الموسوعات ودوائر المعارف، المتخمة بالأساطير والحكايات الشعبية، والأحاجي والألغاز والمحاورات الفكاهية والسَّير والملاحم الشعبية والطرائف…وما إلى ذلك، كُلها فنون تنطوي على قيمة إنسانية ليس من الصواب الاستعلاء عليها، خاصةً وقد دوَّنها لنا أعلام الثقافة العربية ربما لأنهم كانوا من اتساع الأفق ورحابة الصدر بمكان، فلم يقيموا الحدود أو السدود بين ثقافة الخاصة وثقافة العامة، أو بين أدب الصفوة وأدب العامة، في مؤلفاتهم ومدوناتهم. التي تتطلب -في حقيقة الأمر- دراسة مستقلة ومستفيضة لا تقتصر على جمع النصوص وتحقيقها فحسب، وإنما عليها أن تستخلص أيضًا ما قد تنم عنه من دلالات وأساسيات في التفكير العربي والإسلامي، وما تفصح عنه النظرة إلى علاقة الإنسان بالكون، وأن نفتح ما نسميه بالنافذة الفولكلورية (العلمية/المنهجية) على تراثنا المدون، الممتد طويلاً في المكان والزمان العربيين، فتتجدَّد الرؤى المعرفية، وتتعدَّد القراءات، فتتجذَّر المناهج، وتتواصل الدراسات الشعبية العربية، اكتشافًا وتأويلاً، دراسة وتأصيلاً، فتتجدَّد الإفادة من هذا التراث بقدر ما يتنامى الوعي التاريخي والمعرفي والثقافي به.
أهمية الكتاب:
تأتي هذه الدراسة الموسومة بـ”مِصْرَ في الأساطير العربية دراسة في كتابات الرحالة والمؤرخين المسلمين” للدكتور عمرو عبدالعزيز منير أستاذ تاريخ العصور الوسطى المشارك بجامعة جنوب الوادي المصرية، في محاولة لإثارة الوعي أو قل “عودة الوعي” بتراثنا الحضاري، وهي تصدر عن رؤية تلتمس في الماضي التفسير الشعبي للتاريخ. أو ما يمكن أن نسميه “البعد الثالث” للدراسات التاريخية؛ أي التفسير النفسي والوجداني ورؤية الجماعة الإنسانية لذاتها وللكون والظواهر والأحداث من حولها.
والمتأمِّل في موضوعات الدراسة يلمَس خيطًا أو عقدًا فريدًا يربط فصولها؛ إذ إنها تعالج فكرة محددة؛ فحواها أن التاريخ والموروث الشعبي وجهان متوازيان، يفهم أحدهما بواسطة الآخر؛ مما يسر على الباحث أن يتخذ المنهج التاريخي والتحليلي في رصد الأساطير والحكايات الشعبية والخرافية في كتابات الرحالة والمؤرخين القدامى، وما نفذ إلى النصوص المتعلقة بمِصْرَ من مضامين فكرية ذات محتوى أسطوري موروث من المرحلة الغيبية السابقة التي كانت تشكل آراء التاريخ وموضوعاته على الرغم من صياغتها صياغة تاريخية فنية على يد الرحالة والمؤرخين، إلا أن أصولها لم تستغلق مستفيدًا من أشتات المعلومات الدينية والتاريخية الممزوجة بالحكايات الشعبية والخرافات والأساطير المتناثرة عن مِصْرَ في بطون الكتابات التاريخية والجغرافيَّة.
ولقد اتخذتْ الدراسة من مِصْرَ محورًا؛ بوصفها نموذجًا طيبًا يُمثل العنصر الثابت -نسبيًّا- في أركان العملية التاريخية (المكان)، فضلاً عن أنها اكتسبت في مخيلة الرحالة والمؤرخين والكُتاب أبعادًا ودلالات اقتربت من الأسطورة والخيال، وأخذ هذا التصوُّر يتمتع في تلك المخيلة بصفة تكاد تكون “نمطية”، تنطوي على الصدق حينًا، وعلى الكثير من التصورات والأوهام الغامضة في أحيان أخرى، ولعلَّ هذه التصورات التي راحت تتضخَّم عبر العصور هي التي اجتذبت باقة من أعلام الشرق والغرب؛ أدباء ومؤرخين وفلاسفة ورحالة وشعراء…وغيرهم، فأقبلوا بأقلامهم وريشاتهم مُتشوقين إلى روائع الماضي في مِصْرَ، بما تحمله من دلالات جغرافية وتاريخية تمثل نمطًا فريدًا مفعمًا بالعلوم والفنون والسياسة والحكم، ومحورًا للعلاقات القائمة بين إفريقيا وآسيا، بين أوروبا والشرق، بين ذاكرة الماضي والواقع الفعلي، ومسرحًا لأهم الأحداث التاريخية العالمية. ومن هنا، تأتي أهمية الدراسة الفريدة في بابها، وهى بالتأكيد الدراسة الأولى التي بحثتْ في منطقة الحدود بين التاريخ والموروث الشعبي؛ حيث يُقارن الباحث بين القراءة الأكاديمية العلمية للتاريخ والقراءة الشعبية للتاريخ في مجال لا يزال جديدًا إلى درجة البكارة.
4,000 total views, 2 views today
Hits: 161