نقل المعارف الدراسية إلى الفضاء الافتراضي
محمد اللواتي وآن الفارسي ، زوجين حاصلان على درجة الماجستير في ادارة الاعمال من بريطانيا وباحثان عن درجة الدكتوراة وفي مجال الاعمال الحرة من سنة 1996م.
محمد اللواتي وآن الفارسي هما صاحبا مشروع نقل المعارف الدراسية إلى الفضاء الافتراضي، وذلك من خلال فكرة تأسيس مدرسة الكترونية متاحة على الهاتف النقال.
من أين نبعت هذه الفكرة في ذهنيهما؟ وما الذي يحويه التطبيق الجديد ( دروس عمان الرقمية ) بالنسبة إلى طلبة المدارس في السلطنة؟ وما هي الركائز الأساسية التي تم الاعتماد عليها كمصدر رئيسي لهذا المشروع؟
كل ذلك سنتعرف عليه في هذا الحوار.
————————————-
أجرى الحوار:
محمد بن رضا اللواتي
————————————-
من أين وكيف نبعت في ذهنيكما فكرة تأسيس مدرسة الكترونية متاحة على الهاتف النقال؟ وما الذي استهدفتماه من خلال هذا المشروع؟
عانينا في عام 2015 من الدروس الخصوصية مع ابننا الذي كان في الصف 12 ورأينا المعاناة التي يعانيها معظم الآباء العمانيين في سبيل توفير التعليم المناسب لأبناءهم ولو كان على حساب أنفسهم وحقيقة المبالغ الطائلة التي كنا ندفعها شهريا بالإضافة إلى سوء تعامل بعض الأساتذة الذين أصبحت مهنة التعليم لديهم عبارة عن سوق يدر ارباح طائلة والطالب العماني عبارة عن ريال يمشي على قدمين! لهذا ارتأينا أن نقوم بعمل موقع تعليمي بأسعار رمزية ويكون التعليم عن بعد خاصة اننا انهينا الماجستير بنفس النظام، يكون داعما للطالب العماني ويوفر له كل ما يحتاجه من المعلومات وكأن الأستاذ معه ويستطيع التعلم في الوقت والمكان المناسب له حسب رغبته واحتياجاته، فأنشأنا موقع OMTUT والذي هو اختصار لكلمة دروس عمان واليوم يمتلك الموقع ولله الحمد والمنة أكثر من 2500 فيديو تعليمي في المنهج العماني تم تسجيلها بكل فخر على ارض السلطنة، كما قمنا بدمج محتوى 3 مواقع عالمية تقدم التعليم التفاعلي وفيديوهات ثلاثية الأبعاد باللغة العربية إلى منصتنا لكي تكون داعمة للطالب العماني وتكون لديه مكتبة كاملة من مصادر التعليم الخارجية والتي تقدر اليوم باكثر من 1900 فيديو ثلاثي الأبعاد و 1800 تعليم تفاعلي لجيمع المراحل الدراسية مما يساهم في ايصال المعلومة بشكل مستفيض إلى الطالب ومساعدة المعلم في ايجاد المادة العلمية الصحيحة لشرحها في الصفوف الدراسية.
ومع كل ما نقدمه مما سبق فإننا وضعنا مبلغا رمزيا وهو خمسة ريالات لفصل دراسي كامل لجميع المواد الأساسية من الصف الأول إلى الثاني عشر، وعشرة ريالات لسنة دراسية كاملة لأي صف من الصفوف السابقة، ومع أن المبلع زهيد فعلى هذا فإننا نقدمه مجانا لأبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة وفئات الضمان الاجتماعي والأسر التي يقل فيها راتب المعيل عن 600 ريال وتعليم الكبار ولكل طالب أو طالبة يعانون من مشاكل صحية أو اقتصادية أو اجتماعية وهذا الأمر نفتخر به ونعتبره واجبا وطنيا ومسؤولية اجتماعية لأهلنا في السلطنة.
ماالذي يحويه التطبيق الجديد (دروس عمان الرقمية) بالنسبة إلى طلبة المدارس في السلطنة؟
قمنا باطلاق تطبيق مجاني جديد اسمه دروس عمان الرقمية وهو متوفر في متجري الأبل استور والاندرويد والذي يحتوي كل ما يحتاجه الطالب العماني من ملخصات مع حل تمارين الكتاب من الصف الأول إلى الثاني عشر لجميع المواد مع وضع الامتحانات النهائية في نهاية الملخص، بالإضافة إلى أننا قمنا بوضع عدة دورات في اللغة الإنجليزية لجميع المراحل الدراسية والجامعية والتحضير لامتحان الايلتس وحديثا قمنا بإضافة دروة خاصة لأساسيات القراءة والكتابة والاستماع موجهة للصفوف من الخامس إلى الثاني عشر لعلمنا أن اللغة الإنجليزية تمثل التحدي الأكبر للطالب العماني في جميع المراحل الدراسية وتعليمه وتعويده على معرفة أساسيات هذه اللغة.
بالإضافة إلى ذلك يضم التطبيق دورات خاصة لتعليم البرمجيات والتي من خلالها نود تعليم اخواننا اللغات العالمية للبرمجيات وخاصة أن الذكاء الصناعي بات يغزو الكرة الارضية في جميع المجالات الحياتية ونأمل بهذه اللغات أن تكون داعمة للاخواننا الباحثين عن العمل لايجاد مصادر دخل جديدة يمكن الاعتماد عليها ولا اخفيك سرا أن برمجة التطبيقات أو تصميم المواقع لا تقل قيمتها عن 150 إلى 200 ريال لأبسطها على الاطلاق.
بالإضاقة إلى أن التطبيق يضم منهاجا لمحو الأمية بنظام التعليم عن بعد وهذا الأمر يطرح لأول مرة على مستوى السلطنة ولنا شرف السبق في تقديم هذا الأمر في سبيل انهاء الأمية في السلطنة وهذا فخرنا لبلدنا الحبيب، بالإضافة إلى أننا قدمنا دورة بسيطة في تعليم كبار السن عن الأجهزة الحديثة وكيفية استعمالها كأجهزة الحاسوب والهواتف الذكية.
يزيد عدد الطلبة والطالبات الملتحقين بالمقاعد الدراسية سواء في المدارس العامة أو الخاصة عن 635 ألف طالب وطالبة، كيف يمكن أن يصل هذا التطبيق لكل هؤلاء وكيف يمكن أن تكون الاستفادة متاحة لهم؟
حقيقة نسعى جاهدين في ايصاله إلى اكبر شريحة من ابنائنا الطلبة في جميع ربوع السلطنة لتتم لهم الفائدة القصوى وخاصة الذين يتعذر عليهم الوصول إلى المدن الكبيرة أو يكون تواجدهم محصورا في أمكان جغرافية صعبة ولجميع الذين يعانون من مشاكل صحية أو اقتصادية أو اجتماعية لكي تكون لهم بديلا عن الدروس الخصوصية ولإيجاد البدائل المناسبة بدل البحث المضني واستجداء الملخصات وغيرها من الاخرين.
ماذا عن أؤلئك الذين لا يرتادون المواقع الالكترونية ولا يمتلكون مهارات إستخدام التطبيقات الذكية؟
في الوقت الحالي التكنلوجيا تغزو عالمنا بوتيرة متسارعة ولا شك أن هذه الشريحة عاجلا أم آجلا سيقومون باستخدام التطبيقات وتوظيفها في حياتهم العلمية أو العملية، ونسبة العمانيين الذين يملكون الهواتف الذكية والألواح الرقمية والحواسيب في تزايد مضطرد حسب آخر احصائيات مركز الاحصاء الوطني للمعلومات وهو يشكل 75.5% ناهيك أن مستخدمي الانترنت في تصاعد مستمر بشكل يومي.
لاحظنا انكما استهدفتما الملتحقين بدروس محو الأمية الرقمية أيضا، وهل هنالك نسبة معتد بها لهؤلاء؟
لا شك أن الأمية تشكل تحديا مستمرا لكثير من البلدان العربية والعالمية، وتشكل ما نسبته 2% في الفئات المنتجة في السلطنة ما بين الاعمار 15 إلى 44 سنة وتزيد هذه النسبة كلما شملنا كبار السن لمن بلغوا السبعين، وحسب الاتفاقيات والالتزامات الدولية التي وقعتها السلطنة والتي تدعو إلى القضاء عليها تماما بحلول عام 2024م على أرض السلطنة، أما عن الأعداد فإنها تزيد بنظرنا عن 45 ألف في الفئة الأولى وقد تلامس 90 ألف مع الفئة الثانية خاصة أن عدد المواطنين اليوم يربو عن مليونين ونصف نسمة على ارضنا الحبيبة.
توجد في التطبيق دورات اللغة الإنجليزية كذلك لجميع المراحل بما فيها دورات لتحضير شهادة الاليتس، هل تتوقعان أن الاقبال على هذه الدورات ستكون كبيرة وهل بإمكانها أن تحل محل احتياج الطالب للمدرس في صف دراسي؟
نعم دورات اللغة الإنجليزية مهمة جدا وتشكل الأولوية في حياة الطالب سواء كان على مقاعد الدراسة في المدارس أو الكليات والجامعات أو لاحتياجه اليومي لها في العمل وغيره، وخاصة أن التحضير لامتحان الايلتس مطلوب بشدة ولا بد للطالب العماني أن يجتازه سواء كان للالتحاق ببعثة داخلية أو خارجية، ومما لا شك فيه أنها تكلف الكثير وقيمة الامتحان الواحد فوق ثمانين ريال ناهيك عن المبلغ الذي سيكلفه للتحضير لها، وإذا لم يستطع الطالب من اجتيازه بنجاح فعليه أن يدفع تلك المبالغ مرة أخرى مما يشكل عبئا ثقيلا على جيب الوالدين، لهذا قدمنا هذه الدورة مع دورات أخرى والتي تعادل بمجملها أكثر من 75 ساعة مجانا ولمختلف الأعمار لكي يتنسى لهم التعلم وراعينا أن تكون سهلة وبسيطة والأستاذ يتحدث باللغة العربية أحيانا لايصال المعلومة بشكل سهل دقيق.
أما بخصوص الشق الثاني من السؤال فيمكن تحويل هذه الفيديوهات والاستفادة منها فيما يسمى بالمصطلح التربوي بالفصول المقلوبة أو المعكوسة والتي هي أحد الحلول التقنية الحديثة لمعالجة الضعف التقليدي وتنمية مهارات التفكير عند الطلاب، في التعلم المقلوب يتم توظيف التقنية للاستفادة من التعلم في العملية التعليمية، بحيث يمكن للمعلم قضاء مزيد من الوقت في التفاعل والتحاور والمناقشة مع الطلاب بدلًا من إلقاء المحاضرات، حيث يقوم الطلاب بمشاهدة فيديوهات المحاضرات في المنزل، ليتم استغلال الوقت الأكبر لمناقشة المحتوى في الفصل تحت إشراف المعلم.
وفرتما في التطبيق دورات في تعليم البرمجيات .. ما هي هذه البرامج المتاحة في التطبيق ولماذا جاء التركيز على البرمجيات دون غيرها؟
حسب الدراسات والأبحاث والنشرات المختصة ومواقع متخصصة بأبحاث الوظائف ومتطلبات الشركات العالمية للمستقبل فإن المبرمجين ومطوري التطبيقات ومصممي المواقع سيكون لهم الحظ الأوفى من وظائف المستقبل ابتداء من عام 2025 وقد يعاني الكثير من الأطباء والمحامين والمهندسين من مزاحمة الروبوتات وآلات الذكاء الصناعي لكثير من تخصصاتهم، أما في عام 2050 فسيطر المبرمجون من كل التخصصات على أسواق الأعمال والوظائف، ومما لا شك فيه أن الكثير من الدول المتقدمة واستنادا على هذه المعلومات أدخلت تعليم البرمجيات لطلاب الابتدائي مثل بريطانيا واستونيا وامريكا والتي ايقنت أن تعليم البرمجيات هو المستقبل القادم.
وكما جاء على لسان المدير التنفيذي لشركة أبل العملاقة تيم كوك في زيارته لفرنسا: “اذا كنت طالبا يتطلع إلى تعلم لغة جديدة قد ترغب في النظر إلى اللغات البرمجية وتعلمها قبل تعلم اللغة الانجليزية”.واستفاض في حديثه بأن التطبيقات غيرت العالم، واعتبر أن لغات البرمجة هي السبيل الوحيد للتواصل مع أكثر من 7 مليار شخص في العالم.
استنادا لما سبق ولوجود ازمة الباحثين عن العمل في بلدنا ارتأينا أن نضيف هذه الدورات ولأهميتها إلى منصتنا لكي يستطيع الطالب العماني سواء كان في المراحل الدراسية في المدرسة أو الجامعة أو باحثا عن العمل وحتى لمن يلتزم البيت لأي ظرف كان أن يتعلم هذه البرمجيات ويستطيع المساهمة في بناء البلد والعمل وكسب المال من خلالها، بالإضافة إلى أننا وضعنا دورة خاصة في تعلم التجارة الرقمية باستخدام ماجنتو حيث من خلالها يستطيع الشخص أن يبيع منتجاته على الإنترنت بعد أن يتعلم في كيفية اقامة المواقع والحاقها بتطبيق خاص له ولتجارته بالإضافة إلى أن التطبيق سيكون شاملا لعدة دورات في تعليم أساسيات الحواسيب والانترنت والتي من خلالها يمكن للطالب أن يتقدم لامتحانات دولية والحصول على شهادات معترف بها دوليا.
ما هي المصادر التي اعتمدتم عليها في اعداد دورات البرمجيات، بمعنى هل استعنتم بجهات أكاديمية معينة لنقل برامجها في التطبيق؟
تتمثل مصادرنا المعتمدة في اعداد دورات البرمجة على النقاط التالية :
- الخبرة الطويلة لمقدمي الدورات في مجال تدريس مختلف اختصاصات تقنية المعلومات من المستوى الثانوي إلى الجامعي.
– منصة جوجل التعليمية يوداسيتي ومختلف المصادر التعليمية التي توفرها المواقع الرسمية للغات البرمجة بالإضافة إلى أن هذه الدورات تعتمد على استراتيجيات التعليم عن بعد المعتمدة من الموقعين العالميين انفا الذكر.
– منتدى البرمجة المشهور لحل المشاكل البرمجية.
– كتب اكاديمية لأساتذة مختصين في مجالات تقنية المعلومات.
يحن الطفل العماني إلى القراءة ويفتقر في الوقت نفسه إلى الكتاب الذي يمده بالمعلومة والثقافة نظرا لغياب المكتبات العامة وندرتها، هل هنالك توجه نحو مد الأطفال والشباب كذلك بمكتبة فتية تحوي عناصر الجذب لكي تعمل على غرس حب الكتاب والمطالعة الثقافية في الصغار وكذلك الشباب؟
لا أخفيك سرا أن لدينا توجه خاص لعمل منصة خاصة تعنى بالتعليم التفاعلي للأطفال بسن التمهيدي والروضة وخاصة أن هذه الصفوف غير موجودة في المدراس الحكومية تأهلهم للصفوف الأولى وتساعد الوالدين على ايجاد مصادر التعلم الأساسية والتي ستكون داعمة لأبنائهم قبل الالتحاق بالتعليم النظامي وتكون داعمة ومساندة لطلاب المدارس الابتدائية من الحلقة الأولى، وحلمنا أن تكبر هذه المنصة إلى أن تشمل جميع الصفوف والمراحل وخاصة أن التعليم التفاعلي اليوم يثبت المعلومة في ذهن الطالب بشكل أسرع ومما يدعو إليه خبراء التعليم في ايجاد وتطبيق السبل الناجعة في التعليم عن طريق اللعب.
ما هي التوجهات المستقبلية التي تودان العمل لاعدادها؟
حقيقة، ومع مكانياتنا البسيطة والقليلة، فإن لدينا الكثير من الأفكار والخطط التي اذا ما تم تنفيذها بالشكل الصحيح فإن السلطنة ستشهد نقلة نوعية في التعليم وتكون رائدة في هذا المجال محليا وعالميا وستكون كافية في احداث الفرق والنقلة النوعية في حياة الطالب العماني وتكون السنوات الدراسية على المقاعد المدرسية كافية له في تعلم جميع المهارات التي تأهله سواء لدخول الجامعة بدون ضياع سنة كاملة في التاسيس أو الالتحاق إلى سوق العمل مباشرة بدون الاحتياج إلى اخذ دورات في اللغة الانجليزية وغيرها، ومما لا شك فيه ففي الطريقتين سيقل الانفاق العام على التعليم وستكون المخرجات على درجة عالية من الاستعداد سواء في الانخراط في سوق العمل أو تكملة المسيرة التعليمة في الجامعات.
منذ إطلاق هذا التطبيق وإلى يومنا هذا، كيف وجدتما إقبال المهتمين وهل تلقيتم دعما يعينكما على إتمام أعمالكما والمضي برسالتكما إلى الامام؟
ولله الحمد والمنة الاقبال كان أكثر من توقعاتنا وخاصة أن التطبيق لم يكمل أسبوعه الأول من الانطلاق كما أننا لم نعلن عنه في الكثير من المنصات وبرامج التواصل الاجتماعي والجرائد المحلية والذي سنقوم به في الأسابيع القليلة القادمة، وقد تلقينا مع الشكر في هذه الفترة دعما من شركة اوريدو للاتصالات ونسعى جاهدين لايجاد رعاة جدد يستطيعون دعم هذا التطبيق بكل ما هو مفيد وعملي لتغيير حياة الشباب العماني إلى الأفضل ورفده بالدورات المفيدة وخاصة أننا في هذا المجال ونعلم ما يحتاجه السوق المحلي، كما أننا نفتخر بأن جميع دوراتنا تم تسجيلها بكل فخر واعتزاز على أرض السلطنة بعقول وسواعد عمانية تسعى لتقديم الأفضل لرفعة بلدها ولكي يرتقي بالعلم إلى مصاف الدول المتقدمة علميا وعمليا، ونسأل المولى عز وجل أن يوفقنا لهذا الأمر فهذا مدعاة للفخر بأن نخدم وطننا وأبناءه الكرام بالشكل الذي يليق بهم تحت رعاية مولانا وباني نهضتننا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه وأمد في عمره الكريم.
5,857 total views, 2 views today
Hits: 743