سِرُّ التَّفَوُّقِ
الطَّيب أديب
كاتب من مصر
لاحظ زملاء حازم في الصف الخامس الابتدائي أنه لا يخرج من الفصل أثناء اليوم الدراسي، وعندما يدق جرس الفسحة يخرج حازم لفافة صغيرة من حقيبته المرتب بداخلها “ساندوتش”جبنة، و”ساندوتش” شرائح بطاطس محمرة أو بيض مسلوق أعدتهما له أمه في البيت، ولا يشتري حازم غيرهما حتى ينتهي اليوم الدراسي، ويعود لبيته يستكمل غذاءه المفيد ومذاكرة دروس اليوم.
عندما سأله زميله عمرو عن سبب حرصه على إحضار طعامه من البيت وابتعاده عن شراء أكياس الأغذية المجففة المحفوظة والمياه الغازية، قال حازم: قرأت في الكتب المفيدة وسمعت من أبي ومدربي في النادي أن هذه الأغذية والمشروبات تضر جسمي وتفقدني شهية الطعام، ولا تجعلني قادرا على ممارسة تمريناتي الرياضية التي أمارسها يوميا قبل ذهابي للمدرسة وبعد رجوعي للبيت. كما أنني أوفر مصروفي اليومي لأشتري به ما يفيدني.
وسأله زميله طارق: وهل الغذاء المفيد وممارسة الرياضة هما ما جعلا جسمك رشيقا وقوي البنيان؟
قال حازم: نعم.. فنحن في بداية حياتنا، وينبغي علينا أن نهتم بأجسامنا التي أحسن الله خلقها، وأمرنا بالاهتمام بها وتجنب ما يضرها، ومنذ صغري تعودت على تناول الغذاء المناسب كالألبان الطازجة والبيض والسمك والجبنة والخضروات والفواكه والعصائر الطازجة لتساعدني على بناء
جسمي ومقاومة الأمراض، وتجعل عقلي أكثر قدرة على التفكير السليم واستيعاب المعلومات بسرعة، لأحقق ما أحلم به في المستقبل.
وانتشرت حكاية حازم في أرجاء المدرسة، وقرر مدير المدرسة مكافأة حازم، ومنحه شهادة تقدير في طابور الصباح، وطلب منه التحدث في إذاعة المدرسة ليحكيَ لكل زملائه عن سبب تفوقه، وما إن انتهى حازم من حديثه حتى صفق له زملاؤه وأساتذته تصفيقا حارا إعجابا بوعيه وقدرته على ترتيب أفكاره واهتمامه بصحته، وحرصه على توعية زملائه.
رابطة ثقافة الطفل العربي
– د. مصطفى عبدالفتاح رئيسا – سوريا
– الناقدة صفاء البيلي – مصر
– المدربة والكاتبة أمينة الرويمي – الجزائر
– الكاتبة والمترجمة أسماء عمارة – مصر
– التربوية الباحثة فاطمة الزعابي – سلطنة عمان
3,604 total views, 5 views today
Hits: 152