سلسلة الإدارة الكورونيه وهندرة الأساليب الإدارية (3)
إلهام سليم الخاطري
مدربة وباحثة في الادارة والتحفيز والتطوير
التخطيط لإدارة استمرارية الاعمال في ظل كوفيد19
تعد التحولات والتحديات التي يشهدها العالم في مختلف المجالات وخاصة في المجال الإداري؛ بسبب جائحة كوفيد 19 وما صاحبها من توقف المؤسسات عن أداء بعض أعمالها، وضعفت قدرتها على الوفاء بالاحتياجات الضرورية لأفرادها ولخدماتها تجاه المجتمع، مما أدي إلى خلل واضح في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع بالإضافة إلى خسائر مادية وبشرية كبيرة، وتعقدت معها العمليات في المؤسسات وتفاقمت إشكالاتها وتنامي الضغوط عليها، وتزايد وتعقدت مطالب المجتمع، وبروز تقنيات عملية جديدة؛ تعد من الأسس التي حتمت على المؤسسات ضرورة مراجعة النظام الاداري المؤسسي والمضي به نحو تشكيل وصناعة محتوى جديد يتواءم مع الجائحة، وتبني الأفكار والتجارب البناءة لخدمة الإنسانية واستخدام التكنولوجيا الجديدة بكفاءة عالية للمضي قدما على طريق الرخاء والتقدم. ومع عودة الحياه شيئا فشيئا بدأت المؤسسات بالبحث عن أساليب إدارية عدة تتبعها لكي يكون تفاعلها مع البيئة مستمرا وإيجابياً وصحياً.
وبرزت مع جائحه كوفيد 19 ما يعرف باستراتيجية استمرارية الأعمال وهي من الاستراتيجيات التي تبنتها المؤسسات استعدادا ومحاولة للتنبؤ بالمستقبل؛ بمعنى تحديد واختيار الشكل الصحيح للحفاظ على نشاط أعمال المؤسسة أثناء التوقف الاضطراري، واختيار الخطة البديلة المناسبة والمتاحة بعد الانقطاع الطارئ، وجدولة العمليات زمنيا بتحليل آثار توقف الأعمال، وتحديد الوقت المطلوب والمتوقع لاستعادة تشغيل عملياتها، وتحديد المواقع البديلة لإعادة التشغيل، وأماكن حفظ البيانات، وتحديد عدد الأفراد والمعدات المطلوبة والدعم التكنولوجي المطلوب، كذلك دراسة الخطط البديلة المستخدمة على نطاق الدولة وتحديد نوع مخففات الخطر، من خلال تحديد إجراءات مناسبة لمراقبة الخطر وطرق المعالجة التي يمكنها ضمان تحقيق أهداف المؤسسة وضمان سلامة افرادها وموظفيها، وتضافر الجهود وتسخير كافة الإمكانات التي تمكن المؤسسات والأجهزة الحكومية من القدرة على إدارة استمرارية الأعمال أثناء وبعد مواجهة الحالة الطارئة حتى عودة الأوضاع إلى طبيعتها.
تهدف خطة استمرارية الأعمال إلى تزويد المؤسسة بالطرق والوسائل والأدوات اللازمة التي تمكنها من التعامل بفعالية مع مختلف حالات الطوارئ والأزمات التي يمكن أن تتعرض لها. ولا ينحصر دور هذه الخطة في تزويد المؤسسة بالأدوات المناسبة وآليات الاستجابة اللازمة للحالات الطارئة والأزمات فحسب بل يمتد ليشمل تحديد الخطوات والإجراءات التي من شأنها توفير الحماية اللازمة للمؤسسة والعاملين فيها وتقليل فترات توقفها عن أداء أعمالها وتقديم خدماتها المعتادة إلى عملائها بطريقة اعتيادية. وتعتمد فعالية قدرة المؤسسة في استمرارية الأعمال على مقدرتها على وضع خطة للأنشطة في كل مرحلة من مراحل تعطل العمل وتتمثل الخطوات الرئيسية لوضع خطة استمرارية الأعمال فيما بالتالي:
- تحديد مسئول عن الخطة.
- اتخاذ قرار بشأن هيكل الخطة ومكونات شكلها ومحتوياتها۔
- تحديد الأهداف والنطاق بدقة.
- تحديد أدوار ومسؤوليات فريق الاستجابة.
- جمع المعلومات اللازمة لتعبئة الخطة.
- إعداد مسودة للخطة تتضمن التفاصيل اللازمة.
- توزيع مسودة الخطة على جميع المعنيين لمناقشتها ومراجعتها.
- جمع التغذية الراجعة والملاحظات بعد المناقشة.
3,091 total views, 5 views today
Hits: 74