طفل ما قبل المدرسة .. بين البيئة المنزلية ورهبة البيئة المدرسية
محاسن محمد راضي
أكاديمية من مصر
تعد التهيئة الذهنية السليمة للطفل في عمر مبكر عن فكرة المدرسة أمر في غاية الأهمية، يؤتي ثماره المميزة إذا اقترن ببيئة مدرسية مطابقة لتلك التهيئة…
لذا يلعب حديث الأسرة مع أطفالها عن المدرسة قبل الالتحاق بها دورا غير يسير في رسم صورة ذهنية مُعِينة للطفل على نسج عالم جديد مليء بالإنجازات المتتالية، عالم يُمْكن للطفل إدراك معناه الحقيقي على حد عمره، عالم لا يخالطه أدنى خوف…
فيما يتعلق بيومه الدراسي الأول؛ لنا أن نتخيل سعادة طفل علم من والديه أن المدرسة مكانا لإنارة العقل، وكسب الثقة بالنفس، وخلق مواطن صالح في مجتمعه، مبتكرا ومجددا، حين يدخل غرفة دراسته في يومه الأول ليجد معلمه يتعامل بروتينية أو يستخدم صوت قوي، وكانت هذه هي المرة الأولى التي ينفصل فيها التلميذ عن والدته.
بدون أدنى شك سيتعرض لألم انفصال قوي يجعله ينسى تلك الصورة التي رسمها في عقله.
قد يزول ذلك الألم بزوال مسبباته، وقد يبقى عائقا أمام تكوين شخصية كانت يجب أن تكون فاعلة مطورة في مجتمعها.
لذا على المعلم أن يكون حذرا لكل خطوة مع تلاميذه، خاصة تلميذ المرحلة الأولى، لأن سرعة التعلم لديه مقترنة بقبول الطفل لمعلمه، وللبيئة التعليمية الموجود بها، الأمر الذي يحفز الاستعداد النفسي للطفل.
من الجدير بالذكر أن سرعة تعلم الطفل في مراحله الأولى تكون سريعة جدا، لأن عقله يكان أن يكون مثل علبة للماس يفتحها المعلم، إما لِأن يظهر لمعان تلك الماسة، وإما لِأن يغلق عليها لأجل غير معلوم…
ويعد تعلم القراءة والكتابة في مرحلته الصحيحة من أكثر ما يُكسب الطفل ثقة تجعله لا يقبل إلا أن يكون في مرتبة مميزة ترافق مسيرته التعليمية، ليألف التميز ويحافظ عليه…
على الجانب الآخر نجد أن الطفل الذي تأخر في تعلم القراءة والكتابة عن أقرانه ذات حركة وكلام أقل، الأمر الذي يؤثر سلبا على شخصيته، والذي قد يعزى إلى أسباب كثيرة، أكبرها عدم فهم المعلم لاحتياجات طلابه بشكل فردي.
لذا تعد مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب أمر مهم، يساهم في غرس بذرة طيبة تخدم الإنسانية.
4,064 total views, 2 views today
Hits: 249